للشاعر السوري: فؤاد زاديكي
فَارِغٌ كفِّي، ونهرٌ جارِفٌ
يَحمِلُ الذِّكرى، وصبري عَاكِفُ
كلُّ ما أبقاهُ من أيّامِنا
نَبضَ أحلامٍ هَواهُ واجِفُ
قد مضت ريحُ الرّجا بي أسرعَتْ
ثم ألقَتني، وقلبي راجِفُ
يا صدى صمتي، أمَا آنَ المدى
كي يُعيدَ العُمرَ نايٌ عازِفُ؟
يا لَليلِ القلبِ، كم ذا مُرْهِقٌ
لا خُطًى تمضِي، فكلٌّ واقِفُ
كم بَنَيتُ الحُلمَ مُشتاقًا لهُ
مثلَ طفلٍ حيثُ رملٌ ناشِفُ
كلّما لاحَ الرّجا، في خاطِرِي
ريحُهُ هبّتْ، فبانَ الخاطِفُ
ما تبقّى غيرُ صوتٍ خافتٍ
يَسكُنُ الأعماقَ جُرحٌ نازِفُ
قد تعرّى كلُّ شيءٍ، لم يَعَدْ
في المدى ذاكَ الجمُوحُ العاصِفُ
بانتقاصِ الصِّدقِ حبّي عُرْضَةٌ
لانتكاسِ الرّوحِ, إنّي خائِفُ
ليس يُجدي البوحُ، فالأيّامُ في
جَرْيِها نهرٌ سريعٌ جارِفُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق