مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الخميس، 18 ديسمبر 2025

طعنة القلب بقلم عبد الغني علي سعيد محمد السامعي

طعنة القلب

عشقتُ جمالكِ، والفؤادُ يقولُ: قد رآكِ

طعنتَ فؤادي طعنةً موجعةً، فما براكِ

يا فاتنةً، يا راقيةً، عاشَ من رآكِ

ومن عاشَ من دون أن يُسعَدْ بوصلكِ ما عاشِ

يا مُنْيَةَ القلبِ، يا مَن رَبَّاها الإلهُ فأحسنَ زينَكِ

يا أجمَلَ من الحورِ، وأبيضَ من بياضِ الشاشِ

وَجَعْدُكِ المُمَشَّطُ غطاءٌ على كَتِفَيْكِ

والعُنقُ ذو شِبْرَيْنِ، وأنا أُكَمِّلُه بالتَّتَاشِ

ما في الخلائقِ، في زمانِنا هذا، مِثْلُكِ

والقَامةُ الحاليَةُ، سبحانَ مَن سوَّاكِ!

*وما كلَّفَ اليدَ التي خطَّتْ حِجابَكِ*

ما كان داعٍ لِحِجابِكِ، ولا لِزينَتِكِ، ولا لِحِنْكِ

فأنتِ خَلِيقَةُ ربِّنا بكمالِ أوصافِكِ

*اللهُ، يا ذا الجمالِ، ارحمْ عَظِيمَ مَن رَبَّاكِ*

ما لكِ عَلَيَّ أمانةٌ قاسيةٌ، ما لكِ؟

*ويحكِ من اللهِ، ويلكِ! كم لي أتَرَشَّاكِ!*

شربتُ الماءَ، ولكنّي عدتُ عَطِشاً

فما الماءُ الذي أستقي يَرْويني، غيرُ شُرْبِ رِضاكِ

*إن لم أتمنَّ، فما لامسْتُ ديارَكِ*

ولو تمنّيتُ، فما نفعَ التمنّي، فكم لي اشتقتُ إليكِ!

*يا زَهْرَةً أدهَشَتْنِي أوراقُها المُتَفَتِّحَةِ*

يا لَيْتَنِي نَسيمُ الصبْحِ، أو الغَبَشِ

*ويا سَفِينَةً، يا باخِرَةً، أين رُبَّانُكِ؟*

أقدِرُ أن أقودَكِ فوقَ أمواجِكِ المُرْتَطِمَةِ

لا تَهْجُرِينِي، ولا تَمِلِي لِعِذَالِكِ

فما هجرتُكِ، ولا أصغيتُ لوسواسِ

في مَطلَعِكِ، يا قَمَراً، أبتسِمُ على ضيائِكِ

ما دامَ ربي هداكِ، نورٌ ما طَفِئْ

إلى الحبيبة التي استولت على الفؤاد
الشاعر: عبد الغني علي سعيد محمد السامعي (أبو عاصف المياس)
١٨ ديسمبر ٢٠٢٥م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق