مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2025

و حصل أن بقلم يحيى محمد سمونة

و حصل أن ..

في اليوم الثاني من مشروعنا التكتيكي في تل أصفر - تلك المنطقة الصحراوية من بادية الشام - كان رئيس المحطة اللاسلكية قد استلم برقية - قريبا من منتصف الليل - و طلب مني تسليمها إلى النقيب سهيل، على جناح السرعة

و كان من المفترض بالنقيب سهيل أن يكون في خيمته التي أعدت خصيصا له يقود من خلالها العقدة اللاسلكية المنتشرة في المكان، لكنه - أي النقيب - كان قد اصطحب معه سيارة مبيت مغلقة تحتوي على كافة مستلزمات الحياة من طعام و شراب و خروج و نوم، أي أنه لن يترك سيارة المبيت تلك و يجلس في خيمة تعصف بها الريح الباردة من كل مكان

استلمت البرقية من يد رئيس المحطة و انطلقت مسرعا جهة قائد السرية لتسليمه إياها... و لكن !!!

المكان مظلم، و ليس ثمة ما أستنير و أسترشد به طريقي نحو قائد السرية [ مسكين ابن المدينة لا يعرف السير في البراري و القفار ]  

و من خلال كبل القيادة عن بعد الممتد بين محطتنا و الخيمة التي من المفترض للنقيب أن يتواجد فيها، وصلت إلى حيث مكان الخيمة، و تلفت يمنة و يسرة بحثا عن عربة مبيت النقيب و لم أجد مشقة في رؤيتها إذ أن بصيص ضوء ينبعث منها

توجهت نحو تلك العربة و طرقت بابها بلطف شديد

بسبب لحيتي لم يكن النقيب سهيل يطمئن إلى وجودي في سريته و لم أكن أطمئن إليه، فهو على حذر شديد مني بقدر ما كنت أنا على حذر شديد منه

نحن الآن في الأسبوع الأول من شهر نيسان عام تسع و سبعون و تسعمائة و ألف، و الأوضاع في سورية لا تبشر بمستقبل مريح على الإطلاق، فالصراع على أشده بين أصحاب التوجه الديني من الشعب السوري و حاكمهم الأسد المستبد آنذاك 

- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 

إشراقة شمس 95

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق