بُرْج الحَمَام والألْهَام/ مِنْ بَين أنَامِل سُلامِيات الحَمَام يَسْتَنْشِق هذا البُرج الإلهَام وهو يَطرد وسَاوس الدَّهْر ويَسقيها لأصحَاب المَكر والشَّر وكأن هذا البُرج للحَمَام أذكى المَقَاصِد فهو وِجهَة كُلِ حَمَام عَابُد وقَاصِد يَعشَق السَّلام ويَكره الإحتِرَاب والإنْتِقَام وسَرائره كأنها نَهْر عَذْب وتَتَلألأ القُصور عَلى ضِفافهِ مِنْ التُقىَّ والرَّهْب والمَاكِرون بالحَمَام وبُرْجه يَحسَبون أنهم يَمكرون ولَكن بذاك المَكر أنفسهم تُصاب بما يَقتَرفون ومِنْ أعلى البُرْج تَرى عَرائس فقاعات النَّهْر وكأنها تَتَنفس صَبر آنين الدَّهْر والحَمَام مِنهُ ذَاك الصَادق الوَاعِد الذي يَخشى المصَائِد والمَكائِد فهو رَمز السَّلام والحُب والهُدوء والوِئَام وهَديله تَعبير عن السَعَادة وعَظيم دَرجات التَواصل والإجَادة التي تَسكن قُصور الود والصَفاء فعَالم الحَماَم عَالم يَكسوه التَسامح والنَقاء وعِند الخَطر يَبوح الحَمام بالإنزعَاج وشَخير الإحتِجَاج ويُصَّدِق ذلك المَرض ونوائِب الألم فيكون ذَيَاك الشَخبر مُحتَدِم ولرَفرفَة الأجنحَة صَوت يَتَمَلكَه الصَفير فيَدفع به كل أمر مُهلِك خَطير والبُرج مِنْ صَنائِع الحَمَام يَبَشّ ويَبتَسِم ولأفعاله يُعَاضُد ويَحتَرِم فهو عَال شَاهِق يَكره الشَواغِل والعَوائِق وكأنه للسَماء يِعانِق وعلى بساط البُرْج يُقيم الغِذاء والحُبوب تَرتدي ثياب البَقاء فلا صِرَّ ولاصَرير ولا عَراء ولمَنْ يَقف على بساط البُرْج يَتَذوق عَجائب الإلهُام كأنه يَعيش بَين أجمل الأحلاَم فذياك الإلهَام عَجيب ويَجعل القُلوب تَحيا وتهدا وتَطيب وله شُموخ عَجيب شَاهِق يُنادي عَلى كُل مُنافِق أَنْ اصلحوا ضَمائِركم من الخِداع والتَخريب فأعمَالكم يَكشفها الإله وسَوف تَخيب فأنتم حَقا أعداء السَّلام ومفتَرسي أحلام الكِرام مِنْ الحَمَام لكن هَيهَات هَيهَات فالبُرج واسِع الجفون وتَحرُثه كَثير مِنْ العُيُون والجَبل مِنْ حَوله مَهيب وعظيم والمُفتَرسات فيه تَقْطُن وتُقيم وتلِك حِكمَة مِنْ الإله أَنْ تَسكن الجَبَل هذه الأَفواه حَتى يَصل الأمر لغَايته ومِنتهاه والطَبيعَة تَتَعجب مِنْ هَذا المَكر ولا تهواه فالمُفتَرسَات ثَعابين وثَعالِب وغربان بالشَّر تُطالِب وكَثير مِنْ الذِئاب لا تَحب أَنْ تَفعل الصَواب فالثَعابين تَتَأوه تُريد الشَّر فهي مَنبع كُل سُم وقَهر ولها أسَاليب مِنْ الرَجَاء تَستخدمها لتَفتَرس بدَهاء والثَعالب تَتَربص وبالمَكر تَتَلصّص والذِئاب تَشَتم رائِحَة مايَدور فتَأتي مُسرعَة تَرتَقي فوق الصَفحَات والسُطور ولكن هَيهَات هَيهَات فالغربان تَقِف لهم بثَبات فهي أيضا مِنْ الطِيور وصَفير الحَمَام لرؤيتها يَطول ويَثور وعِند آخِر الطريق تَظهر الأسُود كالحَريق وهي شَامِخَة وأقدَامها عَلى الأرض مَهيبة راسِخَة شَاهِدَة عَلى ما يَدور وهي تَسير إلى هَذا البُرج المَستُور فتنكَمِش الذئاب وتَتَخفي خَلف اليَباب وتَتَلوى الثَعالب وتُصبح كأنها خِرفان أو أرانِب وتَختَفي الغربان فليس لها في هذا الجَبل مَنازِل أو مَكان وبُرج الحَمَام يَقف شَاهقا والإلهَام له مُعانِقا فيَصيح ويَتفوه بلِسَان عَربي فَصيح بأنه للكَون أسٌرَار تَجعل عُقول الأبّرَار والفجَّار مِنْ عَجائبها تحتار وتلٓك الأسرار مَحفورة وفي وجدان الإلهَام مَقبورة وبجوار البُرج استيقظت نار عَظيمة فتجد عُيونها مِنْ الغَضَب مُحمرَّة وكَظيمة ولكن القَدر يَأمر أَنْ يَجري السَحاب فَوق النَّار ليَحتضر لأن بُرْج الحَمَام عَظيم الإلهَام والقَدر يَنظر إلى ذَاك البُرْج بإهتِمام والأُسُود تَقف بجِوارِه تَحميه وتُهاجِم كل من يؤذيه فلا تعجبون فجنود الله كثيرة ولا يدركها إلا أصحَاب العُقول والبَصيرة هَكذا تَقول السَمَاء بأن للكَون أسّرَار وقَضَاء ،،
كلمات وبقلم / علاء فتحي همام ،،
جمهورية مصر العربية ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق