**صمت الروح**
من أنت أيها الملك؟
دعني أجيبك،
ما أنت إلا ذاك القمر..
الذي ترك سماءه ليذوب على خدي..
بعد ما احتار جلّ الأقمار،
في ذوبان جليده رغم الانصهار...!!!
سماؤك الشاسعة لا يشوبها غير العتمة
وما الأنجم التي تسكنها
سوى قبس يغوص في عيني ليعرف معنى الانتحار
فكيف أفك طلاسم تجري
في بحور غرقت فيها أشرعتي..
وما لي سبيل لهمسه كي
أغوص ولا يدركني منقذي
قلت:رفقا بالقلب يا معذبي
فإن مضى يوماً دون قراءة أحرفه،
فقد متّ في النوم دونه..
ألا تعلم بعد؟
أننا نصفان لا يكتمل الياسمين إلا بجمعهما..
قلت لي: أنّك لي كما الماء للتربة..!!
فأكثر من الغيث ولا تعلن بهجرك ضمأي..
أجدك ترتق جدائل العشق بحروفك
ومن ثمّة تعيد تمزيقي أشلاء
ألم تعلم أنني أضيع لهجرك ثواني؟!
وأمشي أعانق أحزاني لسنين..!!
يا ملكي كيف أمسي بدون رؤياك؟
وتجول بي الدنيا جولتها...وأتوه متسائلة
هل أنا لذاتي؟ أم أنا لبقاياك؟
يابكاء صمتي، أعد للروح صداها...
لم يعد لي حاجة في الدنيا أقضيها
بعد يقيني لعدّ العمر لا بالسنين..
وإنما بكم فرحة عشتها لتبقيك..
سأنسى نظرة ترياق للقلب أنت صاحبها..
وسأصمت حتى وإن مـلّني الصمت،
فما للكلام بعدُ كلام
فقد انتهت رحلتي معك وترحالي
حتى وإن كان طيفك في المنام زائري
سأوصد الباب لأنك من تعمّد إنكاري
ليلى بوثوري/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق