عندما تتماهى القلوب
----------------
وقلبي كانَ قدْ سئمَ العَوادي
جَريْحَاً راحَ يَجْتازُ البوادي
ولم يَحْمِلْ حقاْئِبَ من جَمَادٍ
تَسَلّحَ بالمحبّة، والودادِ
ولم يَخْتُمْ جَواْزَهُ في مَطَارٍ
ولم يَسْمَحْ بلمْسٍ من أيادِ
يُغَرّبُ بلْ يُشرّقُ في اجتهادٍ
ويَسْعَى خَلْفَ تَحْقيْقِ المُرادِ
شَمَالاً لمْ يوفّرْ، أو جَنُوبَاً
ويَغْفَلُ أنْ بنفْسِه خيرُ هادِ
عَليْه كانَ أنْ يأوي إليه
دليْلَهُ يَسْتَقيْهِ، من الجَوادِ
يُوسّعُ نفْسَهُ للحُبَ دوْمَاً
ويُغْلقُ كُلّ بابٍ للحِداد ِ
أيا قلبيْ رأَيْتَ اللهَ طفْلاً
ولمّا كَبُرْتَ لُذْتَ بالابتعادِ
فَلُذْ لله لاتَبغِي اعْوجَاجَاً
واهجُرْ كُلّ أشْكالِ العِنادِ
فإنّ الطّيْنَ يُزهِرُ بعْدَغيْثٍ
وطَبْعُ الطّيْنِ ليسَ كما الرّمادِ
وحظّكَ سوْفَ يأتي عَبْرَ شَخْصٍ
وربّما جاءَ من أقْصَى البِلادِ
ونَفْسُكَ من خلالِه قَدْ تراها
ورُوْحُكَ تَرْتَضيْه بلا انْقيَادِ
وتَفْهمُ صَوْتَهُ، منْ دُونِ نُطْقٍ
يُوْلَدُ فيْكَ رَفْضاً للسّهادِ
وتَبْحَثُ فيْه عَنْكَ،وقدْ تَجِدكَ
به استَغْنَيْتَ عنْ كُلّ العبادِ
وتكْتُبُ عنْهُ نثراً ثمَ شعراً
تذوبُ به ،وتُسعَدُ باضطرادِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق