لوعة فراق
( أم لولدها الذي تركها و سافر للبحث عن الرزق)
أيا روحَ روحي و عشقَ الفؤادِ
و طيبَ الحياةِ و تاجَ العبادِ
و صفوَ النقاءِ و سحرَ الصفاءِ
فانت الوفيُ بثوبِ الجوادِ
تركتَ المكانَ فحلَّ الظلامُ
و بِتُ أعيشُ مرارَ السُهادِ
فكلُ الليالي تحاكي شجوني
و ترقب صمتي كما في حدادِ
و تسري دموعي على وجنتيّ
فيبدو أمامي بطيفِ البُعادِ
و يجهشُ قلبي بمرِ البكاءِ
و يخفقُ حزناً كعدوِ الجيادِ
و عقلي يغوصُ بماضٍ بعيدٍ
فأذكر طفلي ، زمانَ الرُقادِ
و ينمو ببطئٍ بحضنِ حناني
و حسن الخصالِ بسيلِ المِدادِ
فها هو يمضي على ظهرِ ريحٍ
و نفسي تموجُ ، عليه تُنادي
بصوتٍ ضعيفٍ يفيضُ بدمعٍ
و يبقى أسيراً لهذا المنادي
فأهمس حيناً كلاماً لنفسي
يُخَفَّفُ كل ليالٍ شدادِ
فيعلو دعائي يُناجي إلهي
ليرعى الضنا بخيرِ الحصادِ
و يحمي خطاه بحسن المسير
و من سوء شرٍ و دربِ الفسادِ
و يكسوه نُبْلاً و خُلقاً جميلاً
و يجعلهُ سيدَ أهلِ الرشادِ
و يُعطيهِ رِزْقاً وفيراً حَلالاً
و طيبَ التمني و كلَ مرادِ
وللأهلِ يأتي بحلو الطباعِ
و بين الورى عظيمُ السوادِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق