الأحد، 28 فبراير 2021

فتافيت ‏أمل ‏بقلم ‏أمينة ‏أحمد ‏حسن ‏

إسم الكاتبة : أمينة أحمد حسن
نوع العمل: قصة قصيرة
إسم العمل : فتافيت أمل

رغم أنه لم يكن يؤمن بالأمل ، إلا أنها لم تكن ترى الأمل إلا فى عينيه.!

يجلس يوسف وزوجته علياء فى شُرفة منزلهم ، وأمامهم ،فنجانين من القهوة .

★أتذكُر يا يوسف أيامنا فى الجامعة؟
★وهل أستطيع أن أنسى أجمل أيام العمر، كنت معيدا فى كلية العلوم ، وكنتِ أنتِ فى السنة الرابعة ، حينها أحببتكِ منذ النظرة الأولى .
★وتقدمت لخطبتى ،وتم زواجنا فى نهاية العام .
★ورزقنى الله بأفضل زوجة فى العالم 
★ورزقنى بأروع زوج ، كنت مفعما بالحيوية والنشاط والأمل ،لماذا سمحت لليأس بأن يسكنك، لِمَ تخليت عن الأمل يا يوسف ؟
★أى أمل تتحدثين عنه يا علياء ، كيف تطلبى منى أن لا أيأس ، وأنا أرقد منذ عامين على هذا الكرسى الملعون ، لا أستطيع الحركة دونه (قالها يوسف وهو يضرب بيده على الكرسى المتحرك الذى يجلس عليه)
★ولكن الطبيب طمأننا بأنك ستتحسن
★نعم ، ولكن هذا منذ مدة طويلة ، ولم يحدث أى تحسن.
★ستتحسن بإذن الله وتستغنى عن هذا الكرسى
★أتمنى ذلك يا علياء فقد انقلبت حياتى رأساً على عقِب بعد الحادث المشؤوم الذى تعرضت له.
★ما رأيك أن تُكمل أبحاثك التى  بدأتها قبل عامين ؟
★لا طاقة لى لفعل شىء يا علياء.

شعرت علياء بالحسرة ، على حال زوجها ، فقد كان ملىء بالطاقة والأمل ، قبل الحادث ، ولكن بعده أصابه اليأس وتخلى عن كل أحلامه ، حتى أبحاثه العلمية التى كان قد بدأها. 
★ما رأيك أن نخرج فى نزهة يا يوسف فى الهواء المنعش؟
★ألن تمَلى  من دفع الكرسى المتحرك؟!
★كيف تقول هذا يا يوسف  (قالتها علياء وهى تنظر ليوسف نظرة لوم وعتاب )
★أنا آسف يا حبيبتى لا تحزني من كلامى
★لا عليك يا حبيبى ، ستتحسن قريبا بإذن الله وسنجوب الأرض نمشى ونركض سويا.
★لا أعلم من أين تحصلين على كل هذا الأمل !
★من عينيك.
★فليحفظكِ الله لى
★ويحفظك لى 
**************"
فى جو بديع منعش تسير علياء ، وتدفع الكرسى المتحرك بيوسف ،يتبادلون الأحاديث .
★هل لى أن أطلب منك طلب يا يوسف؟
★طبعا 
★أريد منك أن تُكمل أبحاثك 
★ولكن يا علياء..
قبل أن يتم جملته قاطعته علياء قائلة:
★إن كنت تحبني ستنفذ طلبى وتكمل أبحاثك ، وإن رفضت فهذا يعنى انك لا تحبني ..
قرر يوسف أن يكمل أبحاثه ، ليرضى زوجته ورفيقة دربه التى تتمنى دوما أن تراه من العظماء.

يجلس يوسف بين أوراقه وأبحاثه وبجانبه  جهاز الحاسوب الخاص به ، تبدو على ملامحه الطمأنينة والراحة ، وإلى جواره رفيقة عمره تساعده وتسانده .
مرت عدة شهور ...
أنهى يوسف أبحاثه وأرسلها إلى جامعة من أكبر الجامعات .
........
بدأت صحته تتحسن شيئاً فشيئاً
استطاع بعد فترة أن يستغنى عن الكرسى المتحرك ويستخدم عكازاً يسند عليه يده ، مع الإستمرار بجلسات العلاج الطبيعى 
تبدلت أحوال يوسف ، وأصبح أكثر مرحاً وإشراقاً
★أتعرفين يا علياء ، أشعر بأن الأبحاث ستنول إعجاب الجامعة ،وربما يقومون بتدريسها .
★أتقصد انك بدأت  تشعر بالأمل
★تستطيعين القول بأننى بدأت أشعر ببعض فتافيت من الأمل (قالها يوسف ضاحكا)
★لا بأس ، تكفينا تلك الفتافيت  (قالتها علياء والفرحة تطل من عينيها)
إستغنى يوسف عن العكاز أيضا
وكانت فرحته هو وزوجته لا توصف ، حينها خرج يوسف وعلياء للتنزه وعيونهم تفيض منها دموع الفرحة ،فها هو يوسف يمشى ويجرى كما كان  .
*********
عاد يوسف للعمل بالجامعة وسط ترحيب وفرحة من الجميع .
جميلة تلك الحياة، حين تجبر قلوبنا بعد كسرها ، حين ترسم البسمة على وجوهنا التى طال عبوسها.
حين تهدينا شريكا للحياة ، لا يهمه شىء سوى أن يرانا بأفضل حال.
فى يوم من الأيام ...
رن جرس الهاتف ...
إنه إتصال من الجامعة يريدون تكريم يوسف على أبحاثه .
فرحة أخرى ،ساقها القدر إليهم.

صعد يوسف إلى المنصة ، والحاضرين يصفقون له بحرارة.
قدم له المسؤولون عن الحفل ، درعا ذهبيا وشهادة تقدير.

ألقى كلمته وشكر القائمين على الحفل.
ثم التفت إلى زوجته التى كان وجهها مغطى بدموع الفرحة والفخر.
وجه كلامه إليها قائلا:
أريد أن أهدى هذا النجاح إلى زوجتى وشريكة أيامى ، فهى السبب فى كل شىء جميل حدث لى.فلولاها لما وصلت إلى هنا 
فقد مهدت لى طريق النجاح ، حين أهدتنى الأمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

غدر الزمان بقلم قاسم الخالدي

غدر الزمان بكيت حتى ملءمن الكاس ادمع وعاشة جراحها بين ثناي اظلع وشكوة لله ماجرى وقلة حيلتي وكيف اصابة سهامها في مسمع اما مال فؤادها حين رأت ...