الجمعة، 18 يونيو 2021

الذئب والخروف بقلم حمدان حمودة الوصيف

 الذّئْبُ والخرُوفُ ... (عَلّمُوها أبْنَاءَكُـمْ)

 الخَرُوفُ:

إنِّي خَرُوفٌ ناَشِطٌ بِكِيــَانِي

أرْعَى عَلَى القِيثَارِ والألْحَـــانِ

أجْرِي وَأمْرَحُ فِي الحُقُولِ مُسَايِرًا

نَحْـــــلَ الزُّهُـورِ وَطَائِرَ الأفْنَـانِ

بَيْنَ الجَدَاوِلِ عِيشَتِي طُوبَى لَهَـا

مِنْ عِيشَةٍ بَيْنَ القَطِيعِ الهَـانِي

المَاءُ مِرْآةٌ أرَى فِي سَطْحِهَــا

طَيْفِي الظَّرِيفَ وَصُورَةَ الأغْصَانِ.


 الذِّئْبُ:

كَدَّرْتَ مَائِي يَا خَرُوفًا مُجْرِمًا

وَحَرَمْتَنِي مِنْ مُتْعَةِ الظَّــمْــآنِ

سَأُرِيكَ مَا كَسَبَتْ يَدَاكَ حَمَاقَةً

سَتَرَى عِقَابِي يَا سَلِيلَ الضَّـانِ.


 الخَرُوفُ:

يَا سَيِّدِي إنِّي بَرِيءٌ إنَّنِـي

أخْشَى الظَّلُومَ وَآكِلَ الخِـرْفَانِ

المَاءُ يَجْرِي مِنْك نَحوِي كَيْفَ لِي

أنْ أُنْجِسَ المَاءَ عَلَى الظَّمْـــآنِ؟


 الذِّئْبُ:

أَوَ لَمْ تُشَاتِمْنِي لِعَامٍ قَدْ مَضَى

أ َوَ لَمْ تَسُبَّ عَلَى المَلا إِخْوَانِي

هَا قَدْ وَجَدْتُكَ يَا شَقِيُّ فَما تَرَى

مِنْ مَـهْرَبٍ وَلْتَـنْتَظِرْ لِثَـوَانِي.


 الخَرُوفُ:

يَا سَيِّدِي إِنِّي وَلِيدُ خَرِيفِناَ

هَذَا ،أَجَلْ وَشَوَاهِدِي إِخْـوَانِـي

إِنِّي لأَقْسِمُ مَا رَأيْتُكَ مَرَّةً

مِنْ قَبْلُ، بَلْ إِنِّي لإبنُ ثَمَانــي.


 الذِّئْبُ:

إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ الذِي شَاتَمْتَنِي

فَأخُوكَ ،عِنْدِي أنْتُمَا سِيَّـَـانِ

إِنَّ َانْتِقَامِي مِنْكُمَا لَنْ يُشْفِيَنْ

قَلْبِي وَيُخْبِي شَهْـوَةَ الأسْنَـانِ.


 الخَـرُوفُ:

يَا سَيِّدِي إِنْ كَانَ لِي أُمْنِيَةٌ

دَعْنِي أُرَدِّدْ آخِرَ الأَلْــــحَـانِ

فَغَـدًا أكُونُ لَكُمْ غَدَاءً فَاخِرًا

وَيَعُمُّ صَحْبِي مُفْرَطُ الأحْـــزَانِ.


(يسْتَغِيثُ الخَرُوف بكلـْب الرَّاعي ثـَاغِيًا).

 

الذِّئْبُ (وَقَدْ رَآى الكَلْبَ آتِيًا):

الكلْبُ آتٍ فَالفِرَارُ وَسِيلَتِي   

لِنَجَاةِ جِلْدِي، قَدْ خَسِرْتُ رِهَانِي

آهٍ ، لَقَدْ فَلَتَ الخَبِيثُ وَكَادَنِي

والكَيْد مَنْسُوبٌ إلى الـخِرْفَـانِ.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

ديوان "الباقة": أناشيد وأوبيرات للأطفال



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الصّراع المفتوح و الشّرق المذبوح بقلم وديع القس

الصّراع المفتوح ..و الشّرق المذبوح..!!.؟ شعر / وديع القس / منذُ الخليقة ِ في الأموالِ شيطانِ والإنسُ سيَّدهُ كالربِّ سلطانِ / وشهوةُ الشرِّ ...