مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 31 أكتوبر 2021

صفحة 55 و 56 من رواية إبنة الشمس بقلم أمل شيخموس

 المنزل وقد فَتُرت نفسهُ منها فقد كان يحسبُ ذاتهُ الوحيد الذي تمنحهُ جازية فتنتها . بنيتي لا يغرنكِ الهيكلُ الخارجيُ فالإنسانُ يُقيَّمُ بأعماله وأفعاله . . فتمتمتُ قائلةً : 

- أي بإستضاءة جوهره . . 

تريثت جدتي لحظةً ثم أردفت : 

- لو تدركين ما تجرعتهُ إبان عمري ، الشقاءُ كان دربي . . 

- جدتي إني أباريكِ وجعاً . . 

- صه أنت لهبٌ في بداية الاشتعال . 

- كلا أدرتُ مقلتي راشدةً رغم أني في الخامسة عشرة من عمري ، بيد أني خائبة تساءلتُ في دخيلتي أيمكنُ للإنسان أن يتجرد من احساسه ؟ 

- فقط لو أسعفتني قواي لخطبتُ لك أروع شاب .

اندفعت ضحكةٌ عاتيةٌ من أعماقي : 

- أكنتِ تفعلين ؟ 

- فأقرت : 

- حتماً لن يجد أنبل منكِ . .


الصفحة - 55 - 

رواية ابنة الشمس* 

الروائية أمل شيخموس 


- لكني لا أقاسي حب أي رجل ، عانيتُ معضلتي التي ترتمي في خندق الشقاء . . 

تنهدت جدتي وقد طاف الحزنُ بأعماقها : 

- كلُ شيءٍ موزونٌ حسب ترتيب الأقدار

زفرتُ بإعياء : 

- كالإسفنج غدوتُ أتشربُ الأحداث . . 

استدركتُ كلماتي أمام دمع جدتي وقد تفاقم شعوري بالذنب فبدل إسعادها ركمتها بالأعباء . . استفقتُ في الصباح الباكر مزهرةً بالفرح وقد مارستُ التمارين الرياضية ، رحتُ أشارك جدتي الفطور الحافل بالبيض البلدي والزبدة العربية والزعتر البري . . ينصبُ اعترافُ جدتي أمامي بأني أكسبتُ المنزل دفئاً وأسأل كيف للمرء أن يحيا وحيداً ؟ جدتي شجرةٌ باسقة تظللني بحنانها ، فطوبى لها . 

قرع الباب وإذا بأم فضة تدلفُ برفقة امرأةٍ مسنة رحبتُ بهما ، وعدتُ لهما بالشاي وما تزالُ العجوزُ فاغرةً فاها تنظرُ إلى ناحيتي ببلاهة تسألُ جدتي : 

- أهي حفيدتك ؟ 


الصفحة - 56 -

رواية ابنة الشمس* 

الروائية أمل شيخموس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق