مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 31 أكتوبر 2021

حلم امرأة عاقر بقلم وسام الحرفوش

حلم إمرأة عاقر
*************
ماذا أقولُ الآن يا ولدي ..
فأنا لازلت أراك ذاك الطفل
المدلل ِ

كيف أقنع قلبي بهجرانك
وكيف ...
أقنعه انكَ عنهُ لم تسل ِ

ماذا أقول الآن للكبد ..
وهو لا يصغي إلا لصوتك
الحاني يستهل ِ

كيف أناديكَ والصوت مخنوقٌ
والحنايا أسعرت نارها
فأدمعت مقلي

كيف اخبر الأثداء انك رحلت
كيف اوقف نزف 
الشوق في القبل ِ

فارقتني من بعد تسعٍ طوالٍ
جاراً سكنت دمي
والروحَ ... ولم تزل ِ

كيف تُسجّيك يداي يا ولدي
كيف تحفر القبر سجوداً
من رفعت تدعو للعلي

كنتُ اراك تكبر في جسدي
كنت اراكَ سيد الناس
تعلو بي أعلى من الجبل ِ

وتعود من المدرسة متسخاً
بثيابٍ قد مزقها اللعب ..
وحذاء تطويه نصف منتعل ِ

وكأنما الجرح صديقك
بكيتَ برهةً ...
ثم راح الجرحُ ينسمل ِ

والكتب راحتَ تطير بغرفتك
كحمائم السلام ..
والأقلام سخٌ من الهطل ِ

والعابك الصغيرة بقيت ..
فوق الرفوف ..
تنتظرُ .. عاشقها
أصابها مللٌ من الملل ِ

ماذا أقول لأزهار عبثت بها
ولأرجوحتك التي
أضحت صديقة الشلل ِ

وزجاج نافذتك قد صفرَ
يشكو فرقةحجرك
اللاهيَ الثمل ِ

وصنبور ماء .. جف من الدمع
بعد أن كنت تنساه
وقت مُغتسَل ِ

لله اشكو حرقتي ..
ثكلى أنا ..
أم الأحشاء والأشياء 
والأحياء مثتكلي

يا ويلتي ...
ماذا حلَّ بي ..
وأنا الحالمة ..
ما مسّني الحمل يوماً
أجهضت أحلامي
ولم تحبل ِ

فاهنأ ..يا ولدي
برحم الفكر مؤتنساً
كانت الأمومة تعتريني
وأنا العاقر ...
فقدتُ الرشدَ من فرطِ حبي
وطول تأملي

وسام الحرفوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق