بقلم الكاتبة الروائية
أمل شيخموس // سوريا
مقال " تقدير النِعم "
🌾
اعتبار أن الشارع مكان للقمامة و رمي الأوساخ كذلك باحة المدرسة و أمام المنازل و المتنزهات أيضاً المرافق العامة ، البيوت المستأجرة على سبيل المثال في حالة استئجار منزلٍ ما يعدُ الأمرُ أمانةً كما استلمتهُ نظيفاً ينبغي لك أن تسلمهُ نظيفاً غير مخدوش الجدران و الرسوم بقلم الرصاص أو الحبر فأنت ربما تتساهلُ مع الصغار أولاً لأنه ليس منزلك الحقيقي و ثانياً من باب أنك تدفع النقود و على صاحب المنزل في نهاية المطاف تحمل الأمر ، و هذا غير جائز تماماً لانكَ تعتقد أنك ترفه أبناءكَ بذاكَ التسيب فيصلُ الطفل ذاكَ الشعور بالفوضى و اللامسؤولية ، بالتالي يتم تسليمهُ قفل الباب منزوع والشخابيط تغمرُ الحوائط و . . إلخ .
أمرغير منطقي لأنه خيانة للضمير و الأمانة ، فأي مكان نكون فيه ينبغي علينا الحفاظ على نظافته ، المتنزهات على سبيل المثال ينبغي الشعور بالمسؤولية و التحلي بها ، الأمر سهل و بسيط جداً عدم بعثرة قشور الموز و البزر في المكان بل جمعها داخل كيس و القيام برميها داخل أقرب صندوق قمامة بذلك تكون قدوة حسنة ومثال يُقتدى به تتعلمُ منك الأسرة الإنضباط و النظافة والشعور بالمسؤولية ، حيث تتسعُ الدائرة حتى يغدو هؤلاء أنموذجاً من الخير و الصلاح و الضمير القويم الذي يرفض إيذاء الآخرين و الغدر بهم ! نعم إنهُ غدر إذ أن المرافق العامة و الساحات و الطرقات و المدارس و مواقع التعليم كلها ملكٌ للجميع لا ينبغي ركم المكان بالقشور و ما إلى ذلك ، و كأنَّكَ الوحيد ومن بعدك الطوفان ، عدم هدر الطاقة الكهربائية و المائية من أبرز صفات النبل و الإحساس بالآخرين و تقدير نعم الخالق إذ أن هناك شعوبً تقاسي شُحاً في المياه و يموتُ أفرادها من الجوع و العطش وقلة الموارد كالصومال و غيرها . .
" عليكَ بالتدبير و لو كنتَ على بير " المثل الشعبي نتبين منهُ أننا لو كنا على ينابيع من النعم علينا تقديرها من خلال ترشيدها السليم كي لا تجف ، ويجب الحافظ عليها من الضياع! ربما عليكَ التفكير أن كل شيء ممكن و أنها ربما تزول يوماً ما ، كذلك تلفُ الأطعمة و رميها بشكلٍ مفرط في الحاويات يعدُ جريمة بحق البشرية أنت ترمي الطعام وغيركَ يموتُ جوعاً و كمداً !
النِعَم يا أصدقائي تحتاجُ إلى تقدير فكم نشاهد عبر التلفاز إتلاف كميات كبيرة من الطعام والشراب كتلك العزائم التي يقومُ بها الأمراء و الوجهاءُ من الأغنياء أو حتى المنظمات نجد أنَّها ترمي الكثير وتتلفهُ من غير تفكير أو أدنى تأنيب ضمير و هناك من يحتاجون كسرة خبز ، بل يتضورون جوعاً
من هنا نجد أن تقدير النعم واجب أخلاقي يستوجب الشكر للخالق لتدوم ، أيضاً الحفاظ على الأماكن العامة و المستأجرة تعد مسؤولية الجميع . .
السلام و الحياة الرغيدة ، بلوحة من الشكر و التقدير لوجود هذه النعم الخيِّرة في حياتنا من الزوال . . البقاء و المجد لمن يقدرون الإنسانية و يشعرون بها من خلال الحفاظ على تلك الطاقات و الثروات الباطنية و المائية الغذائية . .
حبُ الإنسانية و الأوطان ليس مجرد كلام بل أفعال أن تجد ذاتكَ دوماً القدوة الحسنة و النعمة التي ترسخ في أذهان الآخرين أنهُ يجب الحفاظ عليها حتى يبقى الوطن فُلة و مصدر أمان لاجتذاب السياح لبلد نظيف أبناؤه مسؤولون عن رقيه و ازدهاره و تعهد شجرهِ بالسقاية و الرعاية و الاهتمام الرحمة من خلال تناول الثمر الطبيعي و المصدر الجمالي من غير أوساخ و الذي يمنح شعوراً بالراحة النفسية و الأمان وسطَ مجتمعٍ واعٍ يقدرُ الطاقات و النعم و يطورها بدل إتلافها و ترسيخ انطباع غير مجد ونافع في أذهان الآخرين . .
بقلم الكاتبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق