الحب ٤
بقلم سمير تيسير ياغي
وبما أننا إتفقنا على شمولية الحب ، وعلى العوامل التي تؤثر فيه ، وعلى نقطة البداية في إفساد أي علاقة ، قبل الإستمرار سأتوقف قليلا عند أمر مهم سنحتاجه في المنشورات القادمة ، وهو أن .
كل ماسبق لا يعفينا نحن كأفراد من مسؤولياتنا تجاه مشاعرنا ، فمثلا إستسلامنا لكل العوامل التي توثر فينا هذا أمر تلقائي لا حيلة لنا به ، فنحن مرتبطون لا إراديا بالعائلة والمجتمع ، ولهذا هم يؤثرون فينا بلا حول منا ولا قوة ، ولكن نحن ، أين دورنا من أنفسنا ، هذا الشعور يحتاجنا نحن ، ويحتاج منا أن نهذبه ونربيه كي يوصلنا إلى ما نريد ، وهذا يفسر الكثير من الأمور ، أولها نجاح علاقات الحب الأخرى في مجتمعنا ، وفشل البعض الآخر ، وموازنة بعض آخر من العلاقة بحب ولاحب ، كل هذا منوط بنا ، فمن إستطاع النجاح ، لأنه كان قد عمل بحب و بحب على نفسه وعلى شعوره فإهتم به وهذبه ، وقلم آثار المجتمع السلبية وألقاها جانبا ، وإحتفظ بالبذرة الأساسية للحب ، وعمل على إحيائها ، وكيف لها بيئة تناسبه وتناسب شعوره ، والبعض الآخر الذي فشل إستسلم للمجتمع المحيط ، ولم يهتم بشعوره ، فأصبح حيوانيا أكثر ، ولا يهتم إلا بجسد المرأة ومفاتنها ، فلا فرق بينه وبين مخلوقات الله من البهائم ، التي تأكل وتشرب وتمارس الجنس وتنجب الابناء وتهتم بهم إهتماما حياتيا ، وتعمل أيضا ، أما البعض الآخر فهذا الذي يستسلم في بعض الأمور ويكابر في بعضها ، وهذا البعض الذي أنا أحزن عليه جدا ، فلا هو بالقادر على الخلاص من عذاباته ، ولا هو قادر على الاستمرار فيها ، فتتوقف به عجلة الحياة ، ويمضي حياته يعاني من فكي الكماشة الحزن والسعادة ، ومن أجل ماذا ؟؟؟ لأن هناك مجتمع متخلف يأبى بعض التصرفات ، ولا يهتم بالفرد ، وليس مهما ما يعانيه أبنائه ، المهم المجتمع المحيط ، وما أكثرهم هؤلاء ، ومن بعض الأمثلة عليهم زواج الاقارب مثلا ، فالبعض لا يستطيع الانفصال ومضطر للحفاظ على ما هو عليه إحتراما للعائلة والمجتمع ، وبعض الحالات الأخرى في مجتمعنا ، التي تضحي بسعادتها من أجل الأبناء مثلا ، ومن أجل البيئة القذرة التي تنظر للمطلقة على انها نكرة .
سأتوقف هنا وسأكمل لاحقا ولكن أريد أن أقول لكم أمرا مهما ، أنا لا أكتب لمجرد الكتابة ، ولا لكي أحصل على رضاكم ولا لتؤمنوا على كلامي إرضاء لغروري ، انا هنا أعبر عن قناعتي التي ناضلت زمنا ومازلت أناضل من أجلها ، ونضالي هذا من أجل أن أعيش ويعيش أبنائي في دائرة حب صحية وصحيحة وسليمة قدر المستطاع ، ومن أجل أن أؤثر في المجتمع ، فإن كنتم تقرؤون لمجرد القراءة فوفروا علي عناء التعب والوقت ودعوني بقناعاتي وحدي إن لم تكونوا تريدون الاستفادة منها ، وإن كنتم تريدون الفائدة فابدؤوا من الآن معي خطوة خطوة ، وتراجعوا عن الكذب في حياتكم وعلاقاتكم إ وجد ، إتخذوا قراركم بأن تعلموا أبنائكم الحب الصادق ، وكونوا جنودا معي نحارب أفكار التخلف في مجتمعنا ، كي لا نكون سببا في استمرار معاناة أجيال قادمة وكي لا نكون إمتدادا لمسلسل الظلم والجراح والمعاناة التي يعاني منها الطرفين أبناؤنا وبنتنا ، إقتربوا من أبنائكم أكثر ، عودوهم أن يصارحوكم بما يفعلون حتى وإن كان خطأ فادح وحتى إن أخطأوا إستوعبوهم وإحتضنوهم ، ووضحوا لهم الصواب ، لا تجعلوهم يلجأون للغير كي يحتضنهم ويكون بديلا عنكم ، أنتم مسؤولون ، فقد تركتم أماكنكم شاغرة وقد إحتلها غيركم . فلا تلوموهم بل لوموا أنفسكم .
للحديث بقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق