مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأربعاء، 19 يناير 2022

أبنة الشمس ص 117 و118 بقلم أمل شيخموس

انهمر الدمع سراً و تصنعت السلو و الانخراط في رتابة الحياة العاجة بال . . تلقيتها برحابة صدر و انه لا شيء يدعو للغرابة و أنَّ من أبسط حقوقهم أن يجرموا كما يشاؤون . 
فرَّ النوم من عيني في تلك الليلة جراء الوشوشات الخافتة التي أكدت خبر اغتراب أحمد بسبب العذاب الذي يكابده لأجلي أنا التي وددت لو أفتديه بدمي ، كنت سبباً لتأزمك النفسي لم أكن أعي بأني مذنبةٌ إلى هذا الحد يا مَنْ كنتُ بأمس الحاجة إليه لكنكَ لم تدرك شيئاً من الظروف الملمة بي أحبك و لا أستطيع إلا أن أحبك فأنت حلمٌ عسير المنال هذا لا يعقل إني أحبك حباً لا يمكن الحدُّ من جذوته بأي شكلٍ كان ، تهيجت جراحي إثر اندلاع الثورة النارية في أعماقي و كأني أتعارك مع نبضي فتارةً يعلو الفؤاد و أخرى يهبط بصعوبة ، دخان التمرد يتصاعد عالياً شدَّ ما أودُ الولوج في غيبوبةٍ لا أنتبه منها ، إني أتوعك كلما فكرت انه ليس بوسعي سحق الواقع الكسيح ، انحدرت عبراتي ساخنةً فكل شيءٍ يسبب لي الوجع التقطت ملفعاً أسود من ذكرى أمي و ضعته على مقلتي 

الصفحة - 117 - 
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس

و صرتُ أضغطُ به عليهما فاتحةً فاهي جراء تقلصات قلبي لإخراج دُخان الحريق المولول في داخلي حتى قيدني البكاء ، لماذا ؟ ! لِمَ كل هذا العنف ؟ أين الشفقة على الساغبين ؟ أرى قريناتي يغطسن في بحر حنان نقي و أنا لا أجد سوى آبار الدموع التي لا تنضب آهٍ بعمق كلمة الآه من القلب المضعضع اليتيم . 
أقفلت مقلتي لتستريحا من حُرقة الملح المذاب فيهما و فتحت فاهي مجدداً لتخرج الآهات أرطالاً أرطالاً ، إلى متى و إلى أين ستحملني سُفن الكبت ؟ ! إلى منتصف محيط الدمار ؟ ليتني أنتهي و تستريح أعضاء جسدي المنكوب ، احمرَّ أنفي و أخذ الجوع للإنتقام ينهش صدغيَ هكذا توالت الأيام مشلولة تتكئ على عكازاتٍ متأرجحةٍ في الهواء ، لو أنصفني القدر لما رماني بين الأنياب و الأشواك يالحظي البائس أنا التي ما آمنتُ يوماً بقضية الحظ ، فأعمدةُ حياتي لم تكن متينةً كانت كالثلج المهدد بالذوبان ساعةً غبَّ أخرى . 
مضى الصيف ثقيلاً و كنت كالجثة المكبلة بالأغلال العمياء ، قمعوا آمالي دون رأفةٍ بتروا أحلامي حتى 

الصفحة - 118 -  
رواية ابنة الشمس*
 الروائيةأمل شيخموس

🌞✨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق