أضحى الزمانُ مَطَامِعاً ورَغائِبا
ياليتهُ يُعطي الطَّموحَ مَطَالبا
كالغادةِ الحسناءِ تُبدي فتنةً
زادَ الغرامُ بها أسىً و مصائبا
فالبعضُ يَركنُ للحياةِ وزيْفِها
ويعودُ منها بعدَ ذلكَ خائِبا
والبعضُ تَاهَ بدربهِ لا يهتدي
يَقضِي الحياةَ مُبَاعِداً ومُقَارِبا
أما القليلُ فللجِنانِ مُسارعٌ
شَرَعَ المَراكِبَ مُبحِراً ومُواظِبا
إنّي رأيتُ الكونَ فاضَ جمالُهُ
قد أودع الخَلَّاقُ فيه عجائبا
فالطيرُ تشدُو في الصَّباح بلحنها
أنغامَ تسبيحٍ تزيلُ متاعِبا
شمسٌ كتاجِ الدُّر تُرسلُ سِحْرَها
شعَّت بأنوارٍ تُضيءُ كواكبا
رفعَ السَّماءَ بغيرِ أعمدة تُرَى
يزجي بلطفٍ للأنامِ سَحائِبا
وهَدَى الخلائقَ في الوجودِ لرزقها
ورَدَت بسعيٍ مَطعَماً ومَشارِبا
ياربَّنا نَدعُو السَّبيلَ لِتوبةٍ
تحي القلوبَ الغَاديَاتِ لَواهِبا
نرجوكَ بالإخلاصِ عَفْوَ ذنوبنا
فالقلبُ للغفرانِ أصبحَ راغبا
رحماكَ ربِّي طامعين بجنةٍ
مَن يَرتَجي دنياهُ خابَ مَطَالِبا
✍: زهير قنبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق