مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأربعاء، 9 فبراير 2022

إبنة الشمس بقلم ص 147 و148 بقلم أمل شيخموس

بحب أحمد فأرغمُ على ازدراء الزراية . لن أعارضهُ مهما تكلم عن أم رمزي . فليفرغ ما بداخله من وجع ، ألا تستحق أم رمزي تلك الكلمات ؟ بلى و رب الكعبة تستحق .
بعد ساعتين اتصلت به و إذا أخوه يرد :
- من أنتِ ؟ 
لم أجب ، فردَّ :
- أأنتِ وداد صوتك الناعم ينم على أنكِ هي . . 
أدركتُ أنهُ أفشى تلك المقابلة لأهله هذه أيضاً كانت طعنةً لي لم أجبه إنما طلبتُ أحمد . . 
فردَّ مؤكداً : 
أنتِ وداد 
شحبتُ و هو ينبئني أن أحمد قد ذهب مع خطيبته سعاد إلى سوق الصاغة لينتقيا محابس الزواج الذي لم يبقَ عليه سوى ثلاثة أيام . 
قلتُ لهُ مكابرةً :
- ألف مبروك 

الصفحة - 147 -
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس

و كأنَّ الروح سلبت مني و أنا أطبق سماعة الهاتف متسعة الحدقتين من هول الصدمة التي أخرستني و فجرتني ببكاءٍ قاتلٍ ، لقد غدت مقلتاي و كأنهما صنبورا ماءٍ لن ينضبا أبداً و ما أزالُ أبللُ العمر بهما مُجبّرةً على طمرِ سري بصدري ، كابدتُ فقدهُ و كأني مسستُ بكهرباء عالية التوتر ، كان حبهُ الذي يجري في دمي كالمدرعات يهزني بعمقٍ عتيدٍ و يريقني للجحيم . . لم أعد سويةً و كأني لا أملك حيزاً لا في الأرض و لا في السماء . . آه . . أعلو الدرج فأرى صورتهُ الحلوة كالبدر مرتسمةً أمام ناظريَ إنها تسبقني إلى كل الأماكن ، درجةً درجةً أصعد إلى السطح و وجهُ أحمد يضيء أمامي كالقمر في أوج كماله ، ذاك الحب الذي استنفذتُ سنيني في رعايته كيلا تتهكم عصافيرهُ التي رقدت في صدري مُذ كنتُ صغيرةً لا أفقهُ سوى السذاجة و البراءة في الحياة آنها كنتُ كتلةً طريةً من مشاعر جياشةٍ لم تقوَ بعد كما هي الآن ، هذه المحاربةُ الصنديدةُ التي خرجت من كافة الحروب منتصبةً مداويةً خدوشها مرشرشةً بين الحين و الآخر روحها بماء الصبر . . آه لِمَ خنتني ، قد كان انتقامك لي شرساً . . لقد شددت 

الصفحة - 148 -
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق