مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 6 فبراير 2022

حديث الروح بقلم أ.خ.حمو أذوخان

 

           حديث الروح

بين روحك و روحي أحاديث و خواطر و أسرار 

و إن كنا لا نلتقي فإن لروحينا تواصل مستمر

كلام عذب ينقل الحنان بذبذبات مرهفة الأثير 

و ذكريات خوالي فيها خوف و أمان و استقرار

إذ استقر المركب على البحر ثم انطلق الإبحار

فقد هدأ العباب بعد الإعصار و الطقس يبشر

و تبدد التوجس و زالت المنغصات و الأخطار

كأننا خضنا موقعة لا يطيق ضراوتها إلا جسار

سلاحنا يقين في ربنا و حسن الظن و الإنتظار 

و ما همنا حاقد و لا إفك حاسد و لا ما يضمر

فإن انتظار الفرج عبادة و التفاؤل يكلله الحبور

هو الدليل على الإيمان و قد دلنا عليه البشير

و الثقة في النفس إيمان و روح اليقين إصرار

فإذا علق الله قلب العبد بغاية فالأمر فيه خير

إن الله يعلم و نحن لا نعلم و هو العليم الخبير

فما شاء كان و ما لم يشأ لم يكن و هو القاهر

هو الذي أنشأ الوجد بيننا و هو الجبار المقتدر

فكرم ربي عظيم و عطائه يشفي الروح و يجبر

أنت حظ سعيد حباني بك ربي و إني له شاكر

رممت أطلال الروح بطيبتك و اعتدلت الأمور

و أقمت جدار الفؤاد فقد انقض و واراه الغبار

كأنك انتشلت روحي من الغرق في قعر البحر

و انبعثت روح كأنها كانت محنطة و بدنها قبر

فغدا في أحشاء القلب بلاطتك و فيه مستقر

و أنت سر السعادة و دونك أنا ضائع و محتار

و إن فرحتي بك لا حد لها و لمقامك عز يقدر

انت سيدة النساء و أميرة الملاح و بدر البدور 

و استثناء ليس له بين النساء نظير و لا يتكرر 

نبعة الريحان سليلة الأخيار و السادات الأكابر 

أشرقت أنوار محياك في سمائي وكأنها القمر

براءة لا نظير لها و روحك شفافة يملأها الخير

إليك وحدك أكتب فأنت عبق الحرف و العطر

و رجاؤنا في الله لن يخيب و كلنا يقين ننتظر

فما بعد اليقين الراسخ و انتظار الفرج إلا جبر

فمن أحسن الظن بربه فإن سعيه أبدا لا يفتر

و ما أنقض ظهري إلا حدة الشوق فألمه مرير

تردد صدى نبرتك في الأذن يوقد لهيب النار

فأنى لي أن أتحمل بعدك عني و الشوق قهار

و المتيم الوفي ثابت الخطى ملحاح لا يتقهقر

يتحمل العناء لأجل عيون مهجته ملحاح مصر


آ.خ.حمو أشوخان 

المملكة المغربية


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق