حديث الروح
بين روحك و روحي أحاديث و خواطر و أسرار
و إن كنا لا نلتقي فإن لروحينا تواصل مستمر
كلام عذب ينقل الحنان بذبذبات مرهفة الأثير
و ذكريات خوالي فيها خوف و أمان و استقرار
إذ استقر المركب على البحر ثم انطلق الإبحار
فقد هدأ العباب بعد الإعصار و الطقس يبشر
و تبدد التوجس و زالت المنغصات و الأخطار
كأننا خضنا موقعة لا يطيق ضراوتها إلا جسار
سلاحنا يقين في ربنا و حسن الظن و الإنتظار
و ما همنا حاقد و لا إفك حاسد و لا ما يضمر
فإن انتظار الفرج عبادة و التفاؤل يكلله الحبور
هو الدليل على الإيمان و قد دلنا عليه البشير
و الثقة في النفس إيمان و روح اليقين إصرار
فإذا علق الله قلب العبد بغاية فالأمر فيه خير
إن الله يعلم و نحن لا نعلم و هو العليم الخبير
فما شاء كان و ما لم يشأ لم يكن و هو القاهر
هو الذي أنشأ الوجد بيننا و هو الجبار المقتدر
فكرم ربي عظيم و عطائه يشفي الروح و يجبر
أنت حظ سعيد حباني بك ربي و إني له شاكر
رممت أطلال الروح بطيبتك و اعتدلت الأمور
و أقمت جدار الفؤاد فقد انقض و واراه الغبار
كأنك انتشلت روحي من الغرق في قعر البحر
و انبعثت روح كأنها كانت محنطة و بدنها قبر
فغدا في أحشاء القلب بلاطتك و فيه مستقر
و أنت سر السعادة و دونك أنا ضائع و محتار
و إن فرحتي بك لا حد لها و لمقامك عز يقدر
انت سيدة النساء و أميرة الملاح و بدر البدور
و استثناء ليس له بين النساء نظير و لا يتكرر
نبعة الريحان سليلة الأخيار و السادات الأكابر
أشرقت أنوار محياك في سمائي وكأنها القمر
براءة لا نظير لها و روحك شفافة يملأها الخير
إليك وحدك أكتب فأنت عبق الحرف و العطر
و رجاؤنا في الله لن يخيب و كلنا يقين ننتظر
فما بعد اليقين الراسخ و انتظار الفرج إلا جبر
فمن أحسن الظن بربه فإن سعيه أبدا لا يفتر
و ما أنقض ظهري إلا حدة الشوق فألمه مرير
تردد صدى نبرتك في الأذن يوقد لهيب النار
فأنى لي أن أتحمل بعدك عني و الشوق قهار
و المتيم الوفي ثابت الخطى ملحاح لا يتقهقر
يتحمل العناء لأجل عيون مهجته ملحاح مصر
آ.خ.حمو أشوخان
المملكة المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق