الأحد، 27 فبراير 2022

التطور الفكري والثقافي في الدول النامية المحاضرة السادسة بقلم رماز الأعرج

 تحية الأمل والفكر و الإرادة

التطور الفكري والثقافي في الدول النامية , إشكاليات جذور وحلول

رماز الأعرج (المحاضرة 6 )

4 : قيمة الإبداع الفكري وأثره في تطور الحضارات

والمجتمعات البشرية

يشكل الابتكار بشكل عام  قيمة أساسية هامة في تطور الحضارات والأمم , والابتكار الفكري على وجه الخصوص يشكل مقدمة و أرضية للنهوض والرقي بكل أشكال الابتكار الأخرى المتنوعة , والفكر يشكل نسيج وخيوط  لكل منتجات المجتمع البشري في النهاية .

وتعتبر الفلسفة اليوم من الأساسيات الضرورية لبناء العقل المبدع والمنتج المجدد لكل شيء ولكل ما يقع في متناوله , والإبداع لا يقتصر على الفكر والتفكير النظري لوحده بل الإبداع و التجديد هي عملية معرفية نظرية وعملية تطبيقية يعيشها الإنسان من أو حياته حتى نهايتها وهي عملية تفاعلية بين الإنسان الوسط المحيط الاجتماعي والطبيعي الاقتصادي معا . 

والإبداع ألابتكاري يحتاج إلى الحدس العلمي والمنطقي  هو أحد أشكال المعرفة لدى الإنسان و يختلف باختلاف درجة المعرفة و نوعيتها, فهناك حدس  يكشف الحقائق كاملة أو شبه كاملة و حدساً آخر لا يكشف سوى جزء احتمالي إمكاني للحقيقة و هذا الأخير يبقى في نطاق المراحل السابقة للمعرفة و الحدس.

أما الحدس العلمي فهو ذلك الحدس الذي نتوقعه بناء على علم و معرفة أكيدة لكثير من الدلائل فتكون توقعاتنا له حاسمة و أكيدة بنسبة عالية جداً تصل لمعرفة الكثير من المعلومات المسبقة عن الحدث قبل وقوعه و ذلك بسبب اتساع الحصيلة المعرفية و العلمية المتوفرة للحدس.

و هذا الحدس المتقدم يقودنا إلى الحدس ألابتكاري حيث أننا نصبح قادرين على استنتاج و توقع نتائج الأحداث فيما لو تدخلنا نحن بطريقة ما و بذلك نكون قد انتقلنا من الحدس العلمي إلى الحدس ألابتكاري.

وابرز قيم للابتكار هي

أولا : 

 أن اكبر قيمة للابتكار الفكري تكمن في كونه ابتكار إبداعي نظري غير مكلف ماديا , لكنه بحاجة إلى جهد كبير ومنظم ومخطط بدقة لضمان نتائجه المرجوة وإلا أصبح مجرد جهد مبعثر بلا ثمار ومحدود الجدوى .

ثانيا :

هو عصب التطبيق والتطور للواقع العملي والممارسة , وبالممارسة يعود تطوير النظريات والتأكد من صحتها , بل وتطويرها بحسب كل ظرف ومناسبة وعصر ومادة . 

ثالثا : 

الفكر هو عصب الوعي الجمعي برمته وتطوير الفكر والبنية الفكرية الجمعية يشكل أساس في التطور المجتمعات وليس فرع , بل هو من القواعد الأساسية الهيكلية للنظام الاجتماعي بكل تفاصيله , ولا من شيء يمكن أن يقوم بدون الفكر والتخطيط والفهم العميق للأشياء وحركتها ومسار تطورها وإمكانية استخدامها والاستفادة منها أي كان نوعها , والفكر المنطقي  هو المعيار الحقيقي والضمانة لصحة النظريات , بحيث توضع مباشرة موضع التطبيق العقلي أولا ثم التطبيق العملي الممكن . 

سديم




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...