رحلتْ
كانت حياتي والزهورُ لها هدايا // وعبيرها الفواحُ نهجاً في هوايا
لا أحسِبُ الوقتَ الثريَّ بساعةٍ // أو شمسِ يومٍ مدبرٍ يأتي خُطايا
فالشمسُ عندي كالنجومِ وليلِها // يأتي الجمالُ لعُشِّنا ترنو البرايا
من طيرها يجلو الصفاءْ ولحنُها // من بدرها يدنو النقاءُ كما السجايا
حتى توارتْ بالحجابِ وأمعنتْ // وطلى الفراقُ وبالسوادِ رؤى مسايا
وتعطلتْ فيَّ العقولُ بقسوةٍ // مجنونةٍ قد أسقطتْ مني هنايا
رَحَلَتْ وقد رَحلَ الفؤادُ ومُهجتي // وتَضوَّرتْ أنفاسُ صدري والحَنايا
مِنْ غيرِ إذنٍ والدُّروبُ سقيمةٌ // والعالمُ المفتونُ حولي كالمرايا
صورٌ تضيعُ بلا جناحٍ حاضنٍ // أو حافظٍ تأتي الليالي في مُنايا
سقطَ الشراعُ وفي بحورِ محبتي // حتى أهيمُ وفي جبالٍ من رؤايا
فتنٌ تحيطُ بخاطري قد أمعنتْ // حتى تلاشتْ بسمتي مثل السبايا
وتناثرتْ أشلاءُ نفسي في سفورٍ // وتلاقحتْ أشجانُ قلبي والضحايا
فأنا أموتُ وكلُّ يومٍ مرَّةَ // ترجو الحياةُ بصوتِها مني العَرايا
يا ليتَ حتفي كان قبلاً علَّني // أنسى الزمانَ وتلتقي فيَّ المَنايا
وأصيرُ روحاً والجنانُ تلفني // عند الرحيم وأستقي فيها جَنَايا
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق