. منّي أعتذر
ما كُنْتُ أحْسَبُنِي أُهَاْجِرُ مُرْغَمَاً
والنّاسُ تَخْتَاْرُ الملاذَ فَتذْهبُ
الرّوحُ منّي سحابة صيّرتُها
بدموعِها تسقي العِطاشَ فيشربوا
تروي الحدائقَ ثمّ تُنْبِيَ بعطْرِها
لم تخشَ أنْ يأتيها يومٌ تنضُبُ
جَاْرَ الزّمَاْنُ بِجَوْرِهِ مِزَقٌ أنا
والجَاْنِيْ يلْهُو بالحياةِ ، ويلْعَبُ
فكرِي كما الطّوْفَاْنِ أفلاكٌ به
وتدورُ في رأسِي، ومِنها مُتْعبُ
لا أرضى أن أحيا كجذعٍ يابسٍ
وتشيخُ أغصَاْنِي، ونَجْدَتِي تَطْلُبُ
قدْ كُنْتُ لُقّبْتُ الزّهِيْرَةَ من أبي
واليومَ صحراءٌ لإسمي أنْسَبُ
إلّا إذا غَيّرْتُ دَرْبي ، ومَنْهَجِي
وتَرْكْتُ خلْفي كلّ شيءٍ يُتْعِبُ
سيكونُ حِمْلِي عند ذلك هيّنٌ
إذْ لا ملَفّاتٍ بِحَمْلِها أرْغَبُ
وَحْدِي بذاتي دونَ تَاْرِيْخٍ مَعِي
أحْتَاْجُ تاريْخَاً بِصِدْقٍ يُكْتَبُ
كُلّ اعْتِذاْرِي مِنْ أنَا عَذّبْتَنِي
وَلِغِيْرِي لا أحْتَاْجُ عُذْرَاً يُطْلَبُ
لسْتُ الأنانِيْ في حياتي ،ولمْ أكُنْ
لكنّي عَنّي مُنْذُ حينٍ مُغَيّبُ
سَاُعِيْدُنَي لِتَوَاْزُنِي، أو أمّحِي
فالموتُ عندئذٍ يَطيْبُ، ويَعْذُبُ
.......
د. شفيعه عبد الكريم سلمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق