موعد مؤجل ..
لم تكلفها تذكرة السفر إلا شهيقا أخذها لأغوار بعيدة المدى ، وهي في الطريق مرت بسرداب طويل تتخلله أبواب من كلا الجانبين في ترتيب من الأكبر إلى الأصغر ، كلما مرت بإحدى الأبواب تلطمها أصوات مدوية وتارة أنين خافت لأطفال وأناس ذوو أعمار متفاوتة ، هناك مزيج من الأطفال والمراهقين والراشدين وألأمهات ، وبعض الضحكات الهستيرية المكبوتة كأن صاحبتها تقول لها ما هذه الزيارة المفاجئة ؟!!
هل صحوتِ من سباتك العميق ؟ أم اعتقدتِ أنك ستسعدين بعدما رميت بنا في زنزانة اللاوعي ؟! ، كل ما كانت واثقة منه أنه صوت ليس بالغريب عن مسامعها ، مألوف لديها
سرعة خاطفة في الممر الذي كان عبارة عن سكك قطار في أقصى سرعته إلى أن استقر بها المطاف في غرفة وردية اللون .
جلست في حالة رعب وترقب يحتضنها الفضول لكشف الأصوات وما وراء الأبواب ، رغبة ملحة منها في خوض المغامرة ، لكن قيود الخوف والمقاومة تكبل أول خطوة لمواجهة الغموض ، كل هذا يصاحبه نبضات تقرع كطبول الحرب ، وأفكار تتسارع كأحصنتها .
ترى لمن الأصوات ؟ ومن هم ؟ ومن التي كانت ترتقب الزيارة ؟ ولم كل هذه الحجرات ؟ وكل الأعمار ؟
تملكها الخوف وسقطت عنها عباءة الشجاعة فعادت أدراجها عبر زفير جرف معه كل المشاعر التي صاحبتها في أغرب رحلة ، كأنه حلم يقظة عاشت فيه زمنا طويلا ؛ لتجده في الواقع مجرد ثوان فقط !!
سلمى العزوزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق