رَبِيعْ اَلْأُمْنِيَاتِ
هَا هُوَ قَدْ حَلَّ اَلرِّييعْ وَاقْتَحَمَتْ اَلذِّكْرَيَاتُ قَامُوسَ أَفْكَارِي..
وَأَخَذَتْ تَتْلُو صَفْحَةً بَعْد صَفْحَةٍ تَقْرَأُ بِتَمَعُّنِ تَفَاصِيلَ..
حِكَايَتِنَا اَلَّتِي اِنْتَهَتْ قَبْلَ أَوَانِهَا ؛
لِمَاضٍ لَيْسَ بِبَعِيدٍ تَسْرَح بَيْنَ مُفْرَدَاتِ وَكَلِمَات..
طُرُزِهَا اَلْحَنِينَ وَالْأَنِينَ تَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةَ اَلْحَنِينِ اَلْمُتَخَفِّي بَيْنَ اَلسُّطُورِ..
اِرْتَشَفَتْ فِنْجَانَ قَهْوَتِي وَجَلَسَتْ قُرْبَ نَافِذَتِي اَلصَّغِيرَةِ..
بَيْنَ ذِكْرَيَاتِي وَكُتُبِي وَقَلْبِي وَأَوْرَاقِي اَلْمُبَعْثَرَةِ..
عَلَى طَاوِلَةِ اَلِانْتِظَارِ..
صَقِيعٌ بَارِدٌ قَرْعُ بَابِ مُخَيِّلَتِي تَحْتَ مِظَلَّةِ اَلْحَنِينِ وَالشَّوْقِ..
تَسَلَّلَتْ حِينِهَا لَحَظَاتِ اِنْتِحَارِ اَلْأُمْنِيَاتِ آخِر اَللَّيْلِ اَلْحَزِينِ..
تَمِيلُ يَمِينًا وَيَسَارًا وَتُطَوِّقُ غَابَاتُ أَشْعَارِي اَلْمُحْتَرِقَةِ..
بَيْنَ اَلرَّعْدِ وَالْبَرْقِ لِتُعْلِنَ حُلُولَ اَلظَّلَامِ فِي حَيَاتِي..
وَأُمْنِيَاتُ بِنُزُولِ اَلْمَطَرِ لِيَسْكُنَ دَقَّاتِ قَلْبِي
اَلثَّائِرَةَ فِي حَزَرْ دَافِئَةً..
وَمَعَ كُلِّ هَذَا يُدْهِشُنِي تَنَاثُرُ نَسِيمْ عِطْرِكَ
بَيْنَ حُرُوفِ قَصَائِدِي اَلْمَلْهُوفَةِ..
يُزَاحِمَ سُطُورا مُتَأَجِّجَةً مِنْ فَوْضَى
مَوْعِدِ مُنْتَظَرً عَلَى قَارِعَةِ اَلطَّرِيقِ..
وَيُطِلَّ اَللَّيْلُ عَلَيْنَا وَتَنْتَشِرُ عَتَمَتُهُ فِي جَوَارِحِي..
وَيَنْهَالَ اَلدَّمْعُ يُرَاوِدُ بَحْرا حَائِرٍا تَفِيضُ مِنْهُ هَمَسَاتِ..
أَرْوَاحٍ عَانَقَتْ قَنَادِيلَ اَلِانْتِظَارِ ؛
لِتَنْبُتَ سَنَابِلَ اَلنَّدَمِ وَسَطَ أَبْوَابٍ مُوجِعَةٍ لِتَسْرِقَ كَحَلِّ عُيُونِ مِنْ حِبْرِ رَسَائِلَ مُمَزَّقَةٍ..
رَسَائِل اِنْكِسَارَاتٍ اَلسِّنِينَ عِنْدَ شَبَابِيكِ اَلْوُعُودِ..
لِتُحْرِق ثَوْرَةَ اَلْعِشْقِ بِصَدْرِي،
وَأَعْلَنَ حِينِهَا اِنْهِزَامِيٍّ أَمَامَكَ أَمَامَ عِشْقِكَ..
أَمَامَ اِنْتِظَارِكَ..
أَمَامَ حُبِّكَ اَلتَّائِهِ فِي مَتَاهَاتِ..
اَلْحَنِينِ وَالْيَأْسِ وَالْوَجَع
أَسْمَاءً جَمَعَهُ اَلطَّائِيّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق