خواطر سليمان ... ( ٩٨٨ )
"وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ"
الرعد ١٥
لا يمكنك أبدا أن تتحلل وتتخفف من الأعباء التي على كاهلك ، مهما حاولت فلن يتحملك شخص أخر أنت عبء عليه ولانك لست حر ذاتك لتقول "وانا مالي"
قد هَيَّاؤك لأمر لو فَطِنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
هذا ليس خيال نحكيه بل هو الحقيقة ..
الكون كله من حولك كل يقوم بدوره المنوط به ،
فلا الشمس عصيت يوما وقالت لن اطلع على الدنيا اليوم ،
ولا الهواء اختار أن يرتاح ليقول سأنام اليوم ولن أخرج للناس و الكائنات ليتنفسون ...
كل عن طواعية أطاع،
وكل عن طواعية سجد ،
وكل يقوم بدوره ،
فأين انت أيها الإنسان ؟
إن الذي نفث فيك الروح بعد أن كنت طيناً مهملاً حيناً من الدهر ، هو سبحانه من أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ...
وحياتك الإنسانية لن يقوم بها غيرك ، لأن الحياة حين أضاءت شموعها قد أشعلت فيك فتيل الحركة والسعي ، وأنت بالنسبة لها ابن لابد أن تكون باراً بها وتقوم بدورك ...
فحتى لو كنت حوذيا تعمل على تصليح أحذية الناس ، فلن تقل أبدا عن ملك يقوم في مملكته على شئون رعيته ، فمسئوليتك تتساوى مثله تماما لتكتمل حركة الحياة ..
وإذا كان الكون كله سجد طواعية لله تعالى ، فكن أنت واحد منه ، أن يكون لك شرف السجود والطاعة لله ، فإن لم تفعل طواعية ، وبإيمان وخشوع وتبتل ، فستسجد حتى وأنت كاره ، لأنك لا تملك من أمرك شئ لتقول لن أسجد ولن أطيع ...
سليمان النادي
٢٠٢٢/٦/٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق