مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 20 يونيو 2022

جمرة شوق أبوية بقلم فلاح الكنانب

 ق. ق. ج.

جمرة شوق أبوية

...............

طرق بابي في منتصف الليل يسألني عن ولده فهو لم يأت بعد .. فأعتذرت منه .أني لم اره.. فقال سأبحث عنه . بالجوار لعلي أجده يتسكع بمقهى او شارع. فلبست معطفي وخرجت معه للبحث. الجو بارد.. هناك انارة خفيفة بالشوارع ندى الصقيع يكاد يلامس العظام.. نتجول بشارع فارغ من المارة. هناك مقهى . واجهته من زجاج اكاد المح بعض الرواد بداخله من خلال الضباب .. دخلنا وطلبت كوبين من الشاي الساخن جاري يرتشف الشاي ويده ترتجف ثم يسالني كم مضى على غياب ابني.. انا اشتقت له فقلت كلنا مشتاقين وغيابه افجعنا . شرب الشاي واحس بشيء من الخجل انتابه.. فأنا وصاحب المقهى والرواد يعلمون أن ابنه استشهد قبل عشر سنوات..... انزل فنجان الشاي من يده واتكأ على كتفي دفعت الحساب وعدنا ادراجنا اوصلته لباب بيته وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة . ودعته قبل ان يقفل الباب وعدت لبيتي أتأمل  وضع جاري وصديقي . وسؤال بذهني .. كم صديق يتحمل جنون صديقه وجاره . وهل هناك صديق كامل . أسأل الله أن لا يخرج جاري ويطرق باب أخرى. فبعض الناس لا تكترث لمعاناة من فقدوا احبتهم.. 


 2/1/2021

فلاح الكناني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق