الاثنين، 27 يونيو 2022

خصب وحياة وموت بقلم عبدالحميد بن سعيد هويشي

 خصب ...و حياة...و موت...


ما أجمل سنين الصبا...في هذه الربوع الخلابة...بين أحضان الطبيعة ولدت و ترعرعت...و سايرت خطايا الاولى مياه الشلال ...عين مازر ...منطلق الوادي يسمونه وادي الحمام ...يشق البراري الواسعة ...يهابه الناس لا يجاورونه...الا أبي تجرأ و شيد بيتنا غير بعيد عن المارد المخيف ...هديره في الليالي البيض و السود و فوارير الربيع يصل مسامعنا فننام على موسيقاه ...و أستيقظ و النجوم لا تزال في كبد السماء...لأحمل فخاخي و أتوجه الى الضفاف الخالية الا من الطيور تغطي عيون السماء ..لا أكاد أعود في المساء دون غنيمة فأنا الصياد الصغير المغرم ...و تنتظر أمي قدومي لتطبخ العشاء بفراخ الصيد...

و يأتي الصيف و لا تزول الخضرة من المكان ...الخير كثير و الشبع يسعد البطون...طيور و سوائم و بنو بشر....

شتتؤنا مخيف ببروقه و رعوده و عواصفه و أمطاره الطوفانية ...و وادنا مخيف حين يغضب ينشر روائح الموت حوله...ضحاياه كثر بين أطفال و شباب و كهول و شيوخ ...كل من تجرأ عليه لم يكن به رحيما ..ابتلع بشراهة ضحاياه و لفضهم دون مضغ فهو لم يكن جائعا بل كان جبارا عنيدا يبطش بمن يقترب من عرشه ...حاكم بأمره متعال ...

رحيم أحيانا كريم ...


عبدالحميد بن سعيد هويشي .تونس . 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لإبتعادي أسباب بقلم إسحاق قشاقش

(لإبتعادي أسباب) لقد ضاع عمري بالغياب وشاب رأسي وضاع مني الشباب وبت لا أعرف غدي من أمسي وترهلت على جسدي الثياب ولا أعرف كيف أُرسي وكم كنا من...