مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 30 يوليو 2022

قانا بقلم حمدان حمودة الوصيف

. قَـانَــا... 
( إحياء الذّكرى 16 للاعتداء الوحشيّ للصّهاينة على "قانا"  
في حربهم على لبنان) 
تَعَـالَوْا نُشَـاهِدْ عُجَـابَ العَـجَبْ 
تَعَـالَوْا نُفَـجِّرْ رُعُـودَ الغَـضَبْ.
تَعَـالَوْا نُنَـدِّدْ، تَعَـالَوْا نُجَعْـجِعْ
تَعَـالَوْا نُنَـمِّقْ عَظِيـمَ الخُـطَبْ
تَــعَـالَــوْا نُـقَـلِّبْ مَـعَــاجِـمَـنَـا
لِنَـخْتَارَ مِنْـهَا شَدِيـدَ الصَّخَبْ
عَلى مِنْبَـرِ الشَّـاجِبِيـنَ نُزَلْزِلْ
مَـحَارِيـبَـنَا، فَـوْقَـهَـا نَنْـتَصِبْ 
تَعَـالَوْا نُـنَـكِّسْ فَـأَعْـلَامُـنَـا
عَلَى سَارِيَاتِ القَـنَـا تَنْـتَحِـبْ
 
 أَ"قَـانَا"؟ ألَسْتِ مَكَانًا عَـزِيزًا
يَـضُـمُّ رُفَــــاةَ حَـفِــــيـدٍ وَ أَبْ؟
أَلَمْ تَشْهَدِي جِسْمَ طِفْلٍ بَـرِيءٍ
تَـعَــفَّـرَ جُـثْـمَـانُــهُ فِي التُّــرَبْ؟
وأَشْـلَاءَ مَــوْلُــودَةٍ وُئِـــــدَتْ
بِقَـصْفِ عَـدُوٍّ عَــمٍ مُضْـطَـرِبْ
وأَعْـضَاءَ شَيْـخٍ مُسِـنٍّ قَـضَى
ورَأْسُـهُ بَيْنَ الرُّكَـامِ انْتَصَـبْ
غَدَائِـرَ بَعْضِ الصَّبَـايَا، هُنَاكَ
قَضَيْنَ، ويَوْمُ الزِّفَـافِ اقْتَرَبْ
تَطَايَرَ مِنْ هَامِهِـنَّ الـدِّمَاغُ
وَضُرِّجَ مِـنْـهُنَّ مَا يُـخْتَضَبْ
وذَاكَ قَعِـيـدٌ قَضَـى قَـاعِـدًا
ولَوْلَا إِعَـاقَــتُـهُ لَانْسَـحَـبْ
وَأَعْـمَـى وقَاصِـدَهُ مَـا عَـمِي
رَمَـــاهُ بِـــقَــاضِيَـةٍ مِن لَهَــبْ
وأَبْـكَم، لَمْ يَـعِ شَيْـئًا، هَوَى 
علَيْهِ جِدَارٌ سَـمِيكٌ ضُرِبْ
فَفَـتَّتَ مِن عَظْمِهِ مَا قَـسَـا
وحَطَّمَ مِن رَأْسِهِ مَا صَـلُبْ
وكَمْ مِن قُدُودٍ؟ وكَمْ مِنْ جَمَالٍ؟
وَكَمْ مِن عُيُونٍ؟ وكَمْ مِن شَنَبْ؟
وكَـمْ مِــنْ تَــقِـيٍّ تَـلَا آيَـــةً
فَخَالَطَـهَا دَمُهُ في الكُـتـُـبْ؟

هَنِـيـئًا لِـمَـنْ مَاتَ مِـيـتَـتُـهُ
ونَحْنُ نَـمُوتُ لِـعِـزٍّ سُـلِــبْ
فَهُمْ قَدْ حَيُوا عِنْدَ رَبٍّ كَرِيمٍ
ونَـحْنُ عَلَى عَيْشِنَا نَنْـتَحِبْ
فَقُولُـوا، بِرَبِّكُـمُ، مَـا حَـيَـاةٌ
مَعَ الذُّلِّ والعَجْزِ، يَا مَنْ أُحِبّْ؟

أَقَـانَــا الشَّـهِـيـدَةَ ، فَـلْـتَـشْهَـدِي
عَلَى الضَّعْفِ والعَجْزِ عِنْدَ العَرَبْ
فَلُـبْـنَـانُ "قَـانَا" وغَـزَّةُ "قَـانَا"
وبَـغْـدَادُ "قَـانَاتُـهَـا" تَلْتَـهِبْ...
 
إذَا القَـوْمُ يَـوْمًا أَرَادُوا الـحَيَـاة
فَلَا بُدَّ، بَدْءًا، بِأَخْذِ السَّـبَـبْ
بِـعِلْـمٍ وعَدْلٍ ونَـبْـذِ الـتَّـجَـافِي
وبِـالاتِّـحَــادِ بُـلُــوغُ الأَرَبْ.
ولَا لِـخُـضُـوعٍ ولا لِـخُـنُـوعٍ
ولَا للتَّخَاذُلِ... أَمْرٌ وَجَبْ. 
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق