مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 15 أغسطس 2022

حين افترقنا بقلم ناجية الصغير

 نحن في منتصف الغفوة الجافية نبحث عن وجه من نحب ....ربما هذه الفوضى تشعرني بالوحدة فأرفع رايتي البيضاء معلنة ....الشوق

شوق الاختصار للتفصيل ....شوق الأصابع لمسبحة ....شوق الأهذاب لتعانق بعضها مطمئنة ....تغطيها الجفون بدفء النعاس

نحن بكعب ورقة نحيلة الممكن ...كلما كتبت بهامشها عبارة وجدها ....نسيتها آلة الطبع ...و تسقط سهواً

على ثرى اليبس تزدحم ....و أمام باب الهيام العتيق تنصب ركبتيها ...وردة كسيرة الساق ....ذابلة الوريقات ...تبحث عن قطرة ....ندى

أنا لم أرتشف مدامعي فنجان قهوة ....ولم يأكل الاعتراف رغيفي الهزيل ....حين أعلنت ثورة ...أدركت أني محتلة التقاسيم ....حتى راية مستعمري مرفوعة فوق نبضي....و قرار الاحتلال موقع منذ أن أيقنت أني ....بحالة عصيان .

على مرمى حجر أحدهم يحمل بندقيته و يصوب نحوي ....رأيت فوهتها ....و إصبعه على الزناد لكنني أشحت عنه وضحكت ...ضحكة بنفسجية ....هل يصوب نحو ميت ويخسر رصاصته الأخيرة بلا جدوى ....إنه بلا هدف بين خيالات الفاشلين يركض حافياً ...حتى تدمي الوخزات قلبه ....يقع مغشياً عليه

على قارعة العبث يرفع صوت مذياعه لأسمع أصوات العاشقين و آهاتهم ....أهو غبي أم يتغابى ....إنه يسمعني صوت عاشق آخر لأنثى لا تشبهني ....لم يفكر يوماً أن يغني لي ....من شعره وألحانه ......حتى أحببت صوت من عشقوا سواي و نسيته ....الأماكن ....كلها تشتاق لي

وأنا أشتاق له و كفى .....أبحث عنه بوجوه العابرين ....والجالسين ....وحتى النائمين ....ولا آراه ....كومة من القش أنا تبحث عن بنزين عشقه لتشتعل فوق مسارات الجفاء .....رماد قصة قديمة ضاربة بعمق فؤادي ....حين افترقنا .

# Najia elsghair


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق