مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 15 أغسطس 2022

ذاكرة ممسوحة بقلم علاء العتابي

 ذاكرة ممسوحة 


يتلفتُ إلي بين الفينة والأخرى و يطالعني بعينيه؛ كعنوان مقروء في صحيفة قديمة طواها النسيان! 

لم يستغرب مِن رؤيتي ولا مِن ملامحي ،اقترب كثيرًا صوبي حتى صار أمامي فتردد!

عاود ينظر إلي بتلك النظرات المتسائلة وبعضها حائرة! 

رجع يقترب ويقترب نحوي، إلى أن نطق ! هل أعرفك ؟

قلت لا أعرف بجواب غير مدروس؛ لربما التقينا من قبل!

ولكني أعرفك ، نعم أعرفك!! لربما لا أعرفك 

ذكرني أين التقينا مِن قبل؟

قلت لك : لم ألتق بك من قبل ولكني أعرفك

إذن تعرفني و أعرفك ولكن لا تتذكرني و لا أتذكرك

هل هي أحجية ما ؟ 

ولكن ياترى إذا لم أتذكرك ؛ لماذا تعزني من أول نظرة؟ 

وكذلك أنا لم أتذكرك ولكن سعدت برؤيتك كأنك حلم عاود من جديد، أو يقضة حلم سريعة.

تعال نجلس هنا أو هناك ونقص قصصنا ، لربما فيها فصول متشابهة قد تربطنا ببعض!

أين تعمل؟

 أعمل هناك ، عجيب فأنا أعمل هنا!

أين تدرس؟

أدرس هنا ، ياللعجب أنا أدرس هناك!

إذن أنت درست وعملت هنا وهناك؛ بينما أنا درست وتعلمت هناك و هنا!

لا يعقل هذا ! كيف حدث هذا؟

يمسي ويصبح أحدنا هنا و هناك، ولا يتذكر مِن أمسى وأصبح هناك وهنا!

انظر لم نجد فصلًا واحد في قصصنا متشابها؛ فلمَ نتذكر أين التقينا من قبلُ.؟

 لماذا لا نتصفح أرقام هواتف أجهزتنا المحمولة لعل فيها أسماء بعض الأصدقاء لربما تنتعش بها ذاكرتنا؟

أرقامي تبدأ بأعداد زوجيه!

يا للمفارقة بينما أرقامي تنتهي بأعداد فردية!

كيف يحصل هذا؟

يا للعجب! يتصلون بك من أرقام تبدأ بأعداد زوجية بينما يهاتفونني من أرقام تنتهي بأعداد فردية!


انظر لم نجد رقما متشابها في هواتفنا يذكرنا أين التقينا؟

لماذا لا نجرب أطعم الأطباق إلى قلوبنا ، لربما طبق ما قد يجمعنا ويذكرنا أين التقينا؟


أطباقي المفضلة هي الخضراء!

ما هذا! بينما أطباقي المفضله هي  الحمراء!

إنه يوم عجيب حقا!

أيعقل هذا! أحدنا يحب الأطباق الخضراء والآخر يحب الأطباق الحمراء!

انظر لم نجد أي طبق مفضل مشترك بيننا يذكرنا أين التقينا؟

نعم ....تذكرت أجل تذكرت

أجل .... وأنا أيضًا تذكرت

أنا وأنت ألتقينا هنا قبل لحظات 

دعنا نتوادع الآن

ونتذكر غدًا أننا التقينا اليوم هنا!

نعم نتذكر غدًا أننا التقينا اليوم هناك!

إلى اللقاء.......

إلى اللقاء......


علاء العتابي

الولايات المتحدة الاميركية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق