شعر/ فؤاد زاديكى
أرَاني ناسِكًا في دَيرِ فكرِي ... أُجيزُ الخَوضَ في أمرٍ وأمْرِ
فهذا الكونُ والإنسانُ فيهِ ... وُجُودٌ غارِقُ في بحرِ سِرِّ
كَشَفْنَا البعضَ مِمّا في رُؤاهُ ... وظلَّ البعضُ في أعماقِ بَحْرِ
سألْنَا كيفَ هذا؟ ما جَوابٌ ... وإذْ بالبَعْضِ يَرمِيْنَا بِكُفْرِ
نَخافُ البَوحَ إعلانًا صريحًا ... ونَهْجُ الصّمتِ آتٍ بِالمُضِرِّ
دَخَلتُ الدَّيرَ تَوَّاقًا إليهِ ... إلى مَلْقَى يَقِيْنٍ والمُسِرِّ
فدامَتْ وحدتي أرتاحُ فيها ... بعيدًا عَنْ مَساراتٍ لِدَهْرِ
كأنّي عاشِقٌ أرضاهُ هجرٌ ... وبَعْضُ العشقِ فَعَّالٌ بِهَجْرِ
أُحِسُّ النّاسَ مالُوا عَنْ طريقٍ ... طريقِ الحقِّ في خُبْثٍ ومُكْرِ
جمالُ الكونِ يُعطينَا شُعُورًا ... عميقًا ناطِقًا رُوحًا بِسِحْرِ
بَهاءٌ في صفاءٍ في نَقاءٍ ... أتى تَعْكِيْرَهُ إنسانُ عَصْرِ
لِهذا لا تَلُمْنِي عندَ نُسْكِي ... بِهِ أرتاحُ في فِكرِي كَحُرِّ
أُصَلِّي رافِعًا رأسِي بِحُبٍّ ... وصوتي خافِتٌ في عُمْقِ صَدْرِي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق