اظلم القلب فأصبح كعتمة القبر ولم يعد يشع كما كان أيام صباكِ
ألا تذكرين أيتها المختطفة
كيف كنتِ كشعاع الشمس في النهار
تبتسمي وتغردي كالعصافير
كنتِ كبسمة القمر
عندما يحين وقت الظلام
أنا الذي يعرفكِ
ولا احد غيري
يا من كنتِ كالملاك الطاهر
بثوبك الأبيض على مدى عمركِ
ولحسن ظنكِ بهم و بإرادتك
قربتيهم منك لتضيعي أوقاتكِ المملة معهم
وأنا الذي سهرت عليكِ
خوفا من أن يلوثوكِ بسمومهم الفاسدة القاتلة
لقد قربتيهم منك حتى فقد اللون الأحمر النقي
واستبدل بدخان البراكين الأسود
خطفوا دفئك بمكرهم واستبدلوه ببرودة
حتى غدوت كقطعة من جليد
فماذا فعلت وأي جريمة ارتكبت
أنا الذي و منذ صغري
أضحي بقلبي لأكون حبيبك الأوحد
لا ادري كيف أمضيت من سنين عمري معك
ولم أرى منك إلا الطعنات في ظهري
وقد كنت مطيعا لأوامرك كما الجندي لقائده
وأنا الذي كتبت إليك لا لغيركِ أجمل الكلمات
عن جمالك وما اشعر به من حب
ليس غزلا بل شكرا لله
فلك كل الحب والاحترام
ومع ذلك غدرت بي
وبخنجركِ المسموم طعنتيني واتهمتيني
سأقتلكِ وأذوبك بمادة الأسيد
لكنني لن أكرهك
لطالما أنا الذي بأناملي كتبت لأنني احبك
إني اصرخ آهات من قلبي وظهري
لأنني لم أجد سندا كحائط الأسمنت يسندني
أو كشجرة الأرز تساندني في شهر ميلاد عيسى ابن مريم عليهم السلام في يوم ميلادي
هديتك إلي كانت الكره واللؤم
للسجن وللمحاكم جرجرتيني
ويداي بالسلاسل من خلف ظهري مقيدة
كأنني سفاح قاتل وها أنا من غبائك أعاني
بمصحة الأمراض النفسية والعقلية وضعوني
لو كنت عاقلا ما وقعت فريسة للبؤة
ولما جعلتها تطحن بأضراسها لحمي وعظامي
وتشرب من بدمي حتى ترتوي
سأنتزع منكِ اسمي وأعطيك حريتك
وعنك سأرحل
بعد أن تعمق الجرح
لم اعد استطيع أن أستجديك ومنك اقترب
سأسرح في هذه الدنيا كما الغيوم في السماء من غير اصطدام ورعد اتركيني لا تلاحقيني
فانا والله احبكِ وسأبقى على العهد
حتى وأن طلبت روحي سأهبها
لكن لا تذليني
ألا يكفيك استجدائي وذلي
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق