كانت الشمس تشرق من خلف
التلال ..
والعصافير ترفرف في سماء بلادي
ورائحة الياسمين والقهوة
تفوح من كل حارة ودرب
كانت السنابل تنحني بكبرياء
حملها ..
والموت كان خجولا ..
يطرق الأبواب بخشوع
وهيبة .. وحياء ..
وكان في سماء بلادي
أقواس قزح
.. أما الآن ..
هجرت العصافير ديارنا
وتركت السماء لأسراب
الطائرات ..
الآن ..
أصبحنا نصحو على قرقعة
المدافع ..
وعويل الجياع
صار الموت ذئبا شرسا
مقيما كضيف ثقيل
يطارد الأطفال والشباب
والشيوخ والأرامل
في كل حي وطريق
وخلف كل باب ..
خطف الحزن الضحكات
من شفاه الصبايا
تشقق التراب ..
وكذبت الغيوم على الأرض
فما عاد الغيث يزورنا
سرق .. من قلوبنا
الأمن والأمان ..
وجفت منابع الحب والخير
وساد النفاق والكذب
في ضواحينا
فثار بركان الشقاء
أحرق كل أحلامنا
واحترقنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق