مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022

أعاتب الطلل بقلم محمد الباشا

 أعاتب الطلل

**************

قالوا ها قد رحل

وأمسيت مشردا لا وطن ولا اهل

راح بعيدا عنك وانتقل

إلى أقصى مدن النوى ونوره أفل

ومن الغرام قلبك لم ينل

غير الاسى وله مزق وخزل

قلت لهم الآن قد ضاع الامل

وحل موتي والاجل

لكن قلبي متيم باق ولا يزل

أراه كل لحظة واتذكر ما بيننا حصل

واحيا على ذكراه وجواد العشق صهل

لذا لا تخف على قلبي الذي من هواه نهل

فإنه باق على العهد لا يعرف الفشل

يخطو بعنفوان ويمشي على مهل

كله ثقة ان من باعه سيرجع لي ويسل

يطلب رضا قلبي بتوسلات وقبل

لذا بقيت أحن لديارهم واعاتب الطلل 

رحت اكتب له احلى الاحرف والجمل

اتغزل بعينيه فما اجمله من غزل

وأهمس له بشعري على مهل

وهو يتبختر غنجا وانا اتبعه بالمقل 

والعقل ضاع مني وارتحل

قد اصابني من عينيه بنصل

حتى بت استغفر الله من الزلل

ليته جاء مع الغيث ونزل

ليهزم الجفا ويدحر الزعل 

لكنه أتى يحمل موتي والاجل

عندما قرر وفعل ما فعل 

تركني اعاني من اوجاعي والعلل

واتعبني وادمى المقل

وانا اخفي مصاب بعاده الجلل

كنت شامخا ازهو بهواه بلا كلل

لكن غدر الزمان حطم ذاك الجبل 

أقول وليت كلامي بلا وعي وكله جهل

واندب حظي والدمع على الخدود بلل

والقلب تقرح وأعضائي أصابها شلل

كلما قل الامل زاد الملل

وكلما زاد الملل تمنيت الأجل 

وانزف دم النواظر على من جفل 

وأطفأ فانوس التفاؤل وبالوفاء ما حفل

قد فاز العاذل وللامال قتل

أعماقي راحت تمزق اشرعة الجدل

وبت صريع هجره والعلل 

عتاب الخيبة صمت وخجل

وقد اصابني بفقده علة وخبل 

لكنه رحل وما رحل ........


بقلمي.... محمد الباشا /العراق 


 

حزل = قطع 

جفل = نفر 

ما حفل = لم يبالي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق