أحاسيس : مصطفى الحاج حسين.
تدوسُ الحشرةُ على رأسِهِ
يلتهمُ الحيوانُ نظافته
والطَّيرُ يخطفُ منهُ قامته
أباحوا لكلِّ الشُّعوبِ إذلالَه
طردوا منْ مجلِسهم دموعَهِ
وآهاتِهِ
والأممُ تلهوا بمأساتِهِ
وتَتَلاعَبُ بمصيرِهِ
حرَّضوا عليهِ الرَّغيفَ
أثاروا حفيظَةَ البيوتِ
لكي لا تؤويهِ
ربطوا الهواءَ ليمتنعَ عنهُ
مسكوا بيفاعة الضَّوء عن طريقِهِ
دسُّوا بفراشِهِ ألسنةَ النَّارٍ
وزرعوا الهمَّ في لِحافِهِ
وعبَّأُوا بالقلقِ مِخدَّتَهُ
أينما حلَّ وتوجَّهَ يصدمُهُ
الكرتُ الأحمرُ
ملَّ الموتُ من حصادِهِ
ضاقَ الخرابُ من تفسُّخِ أحلامِهِ
هربَتِ القبورُ من بينَ ذراعيهِ
يجرفُهُ المطرُ بإزدراءٍ
ويتأفَّفُ الغبارُُ من أنفاسِهِ
والشَّمسُ ترجمه بلهيبِها الحانقِ
لا أحدَ يَقبَلُهُ يا اللهُ !!
لا أحدَ يشفقُ على تراثِهِ الضَّاوي
على تفتُّقِ الموسيقا من جوارحِهِ
على اكتمالِ البدرِ في قَلبِهِ
أخوتُهُ أجتثُّوا هُوِيَّتَهُ
والوطنُ استبدلَ جذورَهُ
وصارتْ لغتُهُ النَّاهدةُ نقمةً
على وجودِهِ
تلكَ حكايةُ اللاجِئِ المقتولِ
في كَبِدِ الحَضَارَةِ !!.
مصطفى الحاج حسين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق