صداقةٌ في مهبِّ الرِّيحِ
أحاسيس : مصطفى الحاج حسين.
لكَ أن تمضي
ولي الانصرافُ
انطلقْ عكسَ اتجاهي
لن أتلفَّتَ إليكَ
ولن تندمَ على فراقي
سأبترُ دموعي إنْ راودتْني
ستحرقُ قلبَكَ إنْ خامرَهُ الضَعفُ
ولا أهتمُّ
وسيقيم كلٌ منَّا علاقاتٍ جديدةً
مع أصدقاءٍ يظهرونً فجأةً
سأتحدًّثُ عنكَ بالسوءً
وستتكلم أنتً عنْ قلةِ وفائي
ستقول عنٍّي ابنُ زانيةٍ
سأقول أنًّك ابنُ كلبّ
ستشوٍّهُ ذكرياتِنا الجميلةَ
سأُخفي أفضلَ خصالِكَ
لن تحن؟َ لي أبداً
سأمتنعُ عنٍ الشوقٍ إليكَ
سنُلغي كلًّ ما اشتركنا فيه
و نحذَرُ الذكرى
لن نقرأً
و لن نكتبً الأشعارَ
و أصدقاؤنا..
سأحاولُ أن أستأثرَ بصحبتٍهم
و ستعملُ على سرقتٍهم منِّي
سأقولُ عنك ما ليس فيكً
وأنت، ستلف؟ٍق عني الأكاذيبً
ستقولُ وأقولُ
ستكذُبُ وأكذبُ
ونهاجمُ
ونشتمُ
ونتحدَّى
وتصنعُ منِّي أفَّاكا كبيرا
وأعملّ منكَ شيطاناً رجيما
سنقتُلُ ماضينا
سننسُفُ حاضرَنا
ونغتالُ مستقبلَنا البائدَ
لن يَحِلَّ الصلحُ علينا
لن نحتفِظَ بخطٍّ الرجعةٍ
و سنتوهُ في وديانِ الكرهِ
والضغينةِ
والتحدّي
إلى آخِرِ دقيقةٍ من عمرِنا
وحين يلمسُ الموتُ
مقابضَ أبوابِنا
سيحُلُّ علينا ندمٌ شديدٌ
ندمٌ أسودُ
ندمٌ من حبالٍ غليظةٍ
تلتفُّ حول دموعِنا
تشنقُ كبرياءَنا الأجوفَ
سنبكي طويلاً في قبورِنا
وسنعترفُ بفداحةِ الخسارةِ
يومَ تنكَّرْنا للصداقةِ المقدَّسةِ .
مصطفى الحاج حسين
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق