بالبعد قد جن جنون الليل فطال
تغفو النجـوم وأنا وحدي الساهر ...
أزرف الدمع كالجمر من العيون
فكان مداد أكتب به فوق الأسطر ...
وأحمل بين الضلوع هنا خافق
عاشق لا ينصت إلى عقل و منذر ...
يسكن هنا بين الجفون وبالعيون
دونـه لا أري وسواه أبدا لا أنظـر ...
حـالم بغفوة وعناق معه يطول
ليرويني فيه إغـراقا وإليه أبحر ...
تسافر الروح إليه فى كل يوم
وليله فإن أشـواقي ليس لها آخـر ...
أعاتب الأحلام ومعها الأطياف
لا تترك ولا تجيب بالليل والسحر ...
ومكتوب حبك بجدران الذكرى
فلا تهدأ وتحيا كلما طيفك حضر ...
محفور غائر هنا بجنبات الفؤاد
وكأنه نقوش دائمة فوق الحجر ...
تعربد الذكري بالقلب تسكرني
بحانات الهوى وتعزف على الوتر ...
يستنطق عشقي القلم والقصيد
فأكتب ولا تكفي اوراقي ما أنثر ...
أرتدي رداء صبر فإذا بثورة من
شغف تطيح بهدوء وبعقلي تعبر ...
وألتقيه فوق جبين القصيد وبين
أزقة وحانة عشق كؤوسها تسكر ...
أدمنته وأدمنت حنين يدوم بليل
فأصبح الشوق فيه وقرينه سهر ...
(فارس القلم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق