الثلاثاء، 25 أبريل 2023

هالة من نور بقلم خالد القاضي

قصة قصيرة
(هالة من نور)

كتبها:خالد القاضي
✨✨✨✨✨
كنت والليل والسكون رفيقيّ... أقرأ أحرفها على الشاشة الخرساء لهاتفي ...وكنت منهمكاً جداً ..مندمجاً مع الكلمات النابضة والعبارات الهامسة ...أسمع جيداً دقات قلبي المتسارعة وأنفاسي اللآهثة ....وفجأة شعرت أن ضوء الغرفة قد إزداد...رفعت عيني في دهشة فإذا بي أراها هالة من نور تقف أمام عدد من كتبي إلى جوار الشاشة المنطفئة ..تقلبها بهدوء ودعة وتأخذ أحدها وتنظر نحوي وعلى وجهها إبتسامة صغيرة باهتة وتطرف برمشيها (أن سلاما)
وتتجه نحو زاوية الغرفة القصية وتجلس القرفصاء تقلب صفحات الكتاب في هدوء وتتمتم بشفتيها القرمزيتين المزمومتين ...كل هذا وأنا متسع العينين فاغر الفم تسري إرتجافة خفيفة باردة في أوصالي ...
أخلع نظارتي وأدعك عيني بقوة ...لعلي أخرج من هذا الحلم أو الوهم ...
وأنظر نحوها بلا نظارة ولا زالت هناك تشع ....وتقرأ بدعةٍ ووقار ...ارمي نظارتي على انفي وأتأملها بقلبٍ واجفٍ ...ماهذا يا رب ...من هذه ...من أين جاءت؟ ولماذا ؟ وماذا تريد مني؟ ..
وكأنها سمعت حديث نفسي مع نفسي...التفتت نحوي ...وجه ملائكي حنون نحيل نوعاً شاحبٌ ... تلبس سترة خفيفة مع قلنسوة تعتمرها على رأسها زادت من جمالها وغموضها ...وفي عينيها قصة أحلام وخيبات لا تعد ولا تحصى ....ومغرورقتين بالدموع ...
قلبت نحوي الكتاب وأشارت إلى سطر فيه يقول ((ما أكثر تشددي في مطالبي لنفسي ! ما أعظم ما كنت أعقّد الحياة فلا أصل إلى غير الحسرات و الشعور بالخزي)) ! 
قرأتها وأغرورقت عيناي بالدموع أنا أيضا...هذه عبارة من رواية(القوزاق) 
ل(ليو تولستوي)....
رأت حسرتي وحزني فعادت تقلب الصفحات ثم قلبت الكتاب نحوي وأشارت إلى سطر آخر

(السعادة هي أن يعيش الإنسان لغيره . ذلك واضح . إن في الإنسان حاجة إلى السعادة . و هذه الحاجة إذن مشروعة . فإذا أرضى هذه الحاجة إرضاءً أنانياً ، أي بالسعي لنفسه وراء الغنى و المجد و الرخاء و الحب ، فقد تجري الأمور مجرى يكون فيه إرضاء هذه الرغبات مستحيلا . فهذه الرغبات هي التي ليست مشروعة ، لا الحاجة إلى السعادة . فما هي إذن الرغبات التي يمكن إرضاؤها دائما مهما تكن الظروف الخارجية ؟ ما هي ؟ هي الحب ، و هي التضحية . )
أطلقت نهدة كادت تحرق المكان حولي وشعرت أنني أقرأ الكتاب لأول مرة ...بينما هي عادت تقلب الكتاب وأنا أتساءل كيف عرفت ما يدور في عقلي من أسئلة ولماذا هي هنا الآن....رأيتها تقلب الصفحات ...ثم تريني عبارة مكتوبة بخط يدي هذه المرة في الصفحات الخالية أول الكتاب تقول :

(إن الذين يستحقون لقب الإنسان هم أولئك الذين ينذرون أنفسهم وحياتهم من أجل تحطيم القيود التي تكبل الإنسان.

- مكسيم غوركي)
طأطأت رأسي وحدثت نفسي (علي أن ألمسها لأعرف هل هي حقية أم خيال صنعه عقلي المريض بوباء الخيال الجامح الذي يحلم بها ويمتلئ بصورتها) ...وحين رفعت رأسي وجدتها تذرف دموعها وتتلاشى رويدًا رويدًا وقد إتسعت عيناي لوعة وحزنًا ...وكدت أصرخ ولكنها ابتسمت من بين دموعها واشارت باصابعها الرقيقة إشارة وداع ....وتلاااااااااشت كأن لم تكن ...
وأنا أبكي ...
لماذا حدثت نفسي بتلك الفكرة الغبيييييييييية وانا أعلم أنها تقرأ كل حديث نفسي وكأنها تسمعني بروحها ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

دعني أتغزل فيك بقلم ليلا حيدر

  ‏دعني أتغزل فيك  بقلمي ليلا حيدر  ‏لما بتطلع فيك شوف بعيونك الدني ‏لما كنت صغيرة كنت أحلم في واحد مثلك أحب ‏لما بدي انام على إيدك ما أعمل ...