وأد مشاعر
بقلم جليلة فريدي
تحت أجنحة سكون الليل
أرعى النجوم وأسامر القمر ..
أنتظر غفوة الفجر وبزوغ صباح مرهق من اللوعة وطول السهر ..
أتحسس نبضي الخافت !!
وأبحث بين ثنايا الروح عن مشاعر مبهمة ..
مزقتها شظايا الحسرة والندامة
توضأت بماء الحياء !!
وصليت صلاة الجنازة على مشاعر
دفنتها حية في قبر الكتمان ..
بل سجنتها خلف قضبان ضلوعي
لما عجزت عن البوح بما أضناني ..
صمت يخنق نبضات قلبي ويكتم أنفاسي ..
ترك خرابا في وجداني استنزف كل طاقتي ..
أتخيل الأرواح تعبر الفيافي والبحار والطرقات..
من طهرها لا تكثرت لبعد المسافات ..
وا حسرتاه على مسافر تاه وضاعت منه تذكرة الإياب..
لا زاد معه ولا عنوان ولا أحباب ...
عواصف هوجاء تخترق مدينة أسراري ..
يارياح عودي أدراجك
لا تكسري أغصان أنفاسي
ولا تشعلي رماد روحي !!
اتركيني اشتم رائحة احتراق أحلامي..
وأنام على صدر ذاكرة تقايض المشاعر من أجل التجاهل والنسيان.
يحاصرني ماض كئيب وواقع مرير ومصير مجهول..
ابتليت بقلب موجوع اتخذ ضفته اليسرى وكرا للأحزان ينزف بلونه ويخفي أنينه عن الأنام ..
مخالب الزمان مزقت روحي
وعقاربه لذغت كل ذرة في جسمي لتموت المشاعر مختنقة بحبل الخوف والعادات والتقاليد..
أغلقت نوافذ قلبي لما أغلق الحظ بابه في وجهي ...
أخفي وجعي وجرحا غائرا لم يندمل
كلما أرتقه يتفتق بنكبات الزمان ..
لا حيلة لي سوى دمع المآقي
وقد وشم على الوجنتين سواقي!!
غرفت من خوابي الصبر بنهم لم ترو ظمأ حنيني وأشواقي!!
أصبح كياني متعبا فارغا منكسرا..
وما وراء ذلك ألم دفين أخرس نبض قلبي وبعثر أهدافي..
وفضلت وأد مشاعري..
وأعيش جسدا دون روح ..
مادام وجداني أصبح هشا بل محطما من طعنات الخيبات والخذلان وسوء حظ يلاحقني عبر الزمان ..
بقلم جليلة فريدي
من المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق