الكاتب/ د. محمد أحمد محرم.
……………………………………...
ثلاثة حروف
خارجة عن المألوف
عودوا إلى قارعة السطر
وقفوا... الكلمات تنتظركم بشغف
كحاجة الماء للأرض المتعطشة
كحاجة النوم للسهران
لماذا الهروب وخرق المألوف
فلا هروب من المكتوب
قالت الحروف
لقد سئمنا الروتين
كل يوم نفس اللعب
نمسك في اليدين
ونتشابك في الأصابع
منذ أن وجدنا على السطر
لا نحيد ولا نميل
على نظام رتيب
نفس العجين
لم نخرج من بين دفتين
وَسْط كتاب مجروح
يعاني بصمت خافت الأنين
لا تكد تسمعه
ودمعته السوداء محبوسة
في العين تحت الحاجبين
لا نريد الامتثال للكتاب السمين
سوف نعمل إضرابا
على كل بقية الحروف
أما تنصاع أو تتنحى بعيدا
نحن في عهد الحرية
عهد الثورة ضد الكتاب
لأوراق ولا كلمات
حتى يسقط الكتاب
وانخلع باب النجار
نشوي على النار
على نسيم الهواء
أذعن الكتاب رحل الكتاب
وقفت الحروف ترقص نشوان
بالفوز المجيد
والنصر المبين
لم يكتمل الفرح
حتى بدأت
رحى الكيد اللعين
وكل حرف أصبح ديك
من دون دجاج لذيذ
فاستخدموا الضرب
بالمناقير والعصا
بلا فائدة إلا الرجوع
عقدت صلحا وحوارا
لأنها لا تساوي شيء
من دون حزم الكتاب
أعادوا الكتاب الحكيم
وأجلسوا على الرف
ووضعوا على رأسه التاج
وارتضت الحروف على السطر
كالجنود في الميدان
الحرف الألف منتصب
ألقى السلام وضرب التحية
رددت النشيد
وعادت إلى أماكنها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق