الأربعاء، 16 أغسطس 2023

الكتابة الأدبية بقلم نورالدين محمد نورالدين

الكتابة الأدبية: 
__

الكتابة الأدبية هي مهمة صعبة فليست من أجل التسلية والمتعة وهي لا تأتي من فراغ أو هي مجرد هواية ٠
الكتابة هي حب متجذر في أعماق النفس وتأملات وأحاسيس مفعمة بالحياة ؛ تأتي من وحي اللحظة ونبض الوجدان وشذى الخاطر ؛ فالأديب ينتقي أفكاره ويبحث جيدا في مخزون ذاكرته ويتصفح صفحات الأحداث التي قد ترسخت في الزمان والمكان ويجول بخياله الواسع ؛ يتفنن في رسم الواقع ويوشحه بلمسات الخيال الفني البديع ٠

إن الأديب ملتزم بإحكام الصنعة الأدبية 
في نصه وتجويدها ؛ فهو يطرزه ويجمله وينقشه ويكسيه أجمل حلة كثوب فاخر ؛ وهذا مراعاة لنظرية التقبل وخلق تلك الجمالية الفنية الإبداعية ؛ وتحقيق المتعة والمؤانسة للقارىء وإشراكه في فضاء نصه فيبحر في طياته شغفا وغراما وينشد لطلاوته ورونق لفظه وأساليبه ومعانيه القيمة ؛ فكل عمل أدبي يجب أن يرتبط بنقد الواقع ومعالجة قضاياه في رسالة تربوية موجهة للقراء
 تلامس كل القلوب وتصل لكل العقول فتنيرها ٠

ورغم إضفاء لمسات خيالية وتوظيف لغة المجاز في النص ؛ فلابد لسمة الواقعية أن تحضر في النص بحجم قيم ؛ ولابد من الإبتكار في اللغة وحسن تبليغ المضامين 
 يإستعمال المحسنات اللفظية من بلاغة وتنويع الأساليب النحوية ؛ وبناء لغوي متين وذلك في شتى الفنون الأدبية كالقصة والرواية والأقصوصة بما فيها من سرد وقصص وأساليبها الإبداعية الفنية الخاصة التي تميزها وتزيدها ثراء لغويا ؛ والقصيدة الشعرية العمودية أو النثرية أو الشعر الحر أو النص المسرحي ؛ فهذه النصوص على قدر جمالها تمكن الأديب المبدع من أن يرسم صورا للواقع جميلة وشيقة بصنعة أدبية جيدة وتحكيم سلطة اللغة والتلاعب اللغوي البديع ؛ وهذا يثير انتباه القارىء ويجعله يستمتع بالنصوص ويستفيد منها في قالب التسلية واكتساب المعرفة والدراية الأدبية وأن يتثقف منها ويدرك القدرات اللغوية فيحفظها؛

 ويبرهن كل نص على ثقافة الكاتب الثرية ؛ ولعل أهم ميزة في كل نص هي النقد الضمني البناء ليعالج من وراءه الواقع قصد تغييره وتحسيس وتوعية الناس ويكون بطرح بعض القضايا ومحاولة إيجاد الحلول لها ؛ ويحضر النقد عن طريق اسلوب الإضحاك أو السخرية وفن الفكاهة وأحيانا يكون النقد صريحا ؛ وهذا ما يجعل النص الأدبي: يحظى بالنجاح والتميز وتألق الأديب ٠

والكتب الأدبية متنوعة وزاخرة من الموروث القديم والأدب الحديث والمعاصر: وعلى القارىء المثقف المغرم بالقراءة أن يهتم بدراسة هذه الكتب وتصفحها والإستفادة منها ٠
_
نورالدين محمد نورالدين
   




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

غدر الزمان بقلم قاسم الخالدي

غدر الزمان بكيت حتى ملءمن الكاس ادمع وعاشة جراحها بين ثناي اظلع وشكوة لله ماجرى وقلة حيلتي وكيف اصابة سهامها في مسمع اما مال فؤادها حين رأت ...