أتى هيكلاً للعظْمِ عظْماً بلا لحمِ
وإبرةَ خيطٍ سلَّهُ الجوعُ من خُرْمِ
فقالَ له * الدكتورُ وضعُكَ مُحرِجٌ
وتحتاجُ أدغالاً وبحراً من الدمِّ
فقالَ لهُ ٱزْرقني بحُقنةٍ مُسْعِفٍ
كأنكَ بي مُستيئسٌ غيرُ مُهتَمِّ
غريبٌ على المرآةِ تُنبذُ صورتي
ولم أرَ نفسي بعدُ من ثورةِ الفحمِ
وماعادَ مجرى الهضمِ عنديَ فاعلاً
وأصبحَ مجرى الأنفِ من كثرةِ الشمِّ
وأرجوكَ منحي يا طبيبُ نقاهةً
على تلَّةٍ خضراءَ تورِقُ بالنجمِ
فقالَ لهُ أصلاً أنا لا أرى فماً
وما لكَ من كفٍّ تدلى من الكُمِّ
لعلَّكَ مخلوقُ الفضاءِ مُطيَّراً
يزورُ خيالَ الناسِ من شُرفةِ الوهم
وزَرقتُنا نوعانِ في عضلٍ وفي
وريدٍ ومن كلتيهِما أنتَ في هَمَِّ
خَفيتَ كأشباحٍ تبدَّدَ ريحُها
بقُبَّعةِ الإخفاءِ جسماً بلا رسمِ .
محمد علي الشعار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق