رسائل يكتبها الليل ٤١
في لمسة وفاء
و عرفان اريد ان القي تحية اكبار و اجلال و ود و سلام ، الى روح بشير ، الملاك الطاهر الذي ترك وشما في قلبي ، و اثرا جميلا في وجداني ..
في ذلك العام الذي شهد نجاحي في الباكالوريا ، فرح بشير كثيرا ، وهو الذي كان دوما يساندني ، و يشد ازري في كل مراحل حياتي..
كنت في السابعة من عمري ، عندما تعرفنا على بشير و اسرته ..كان هو في الاربعين من عمره ..
كان يرافقنا في كل صيف الى البحر ، الذي لا يبعد عنا ، لنمضي معا اوقاتا ممتعة في السباحة و الالعاب البحرية ..
وفي ذلك اليوم ، قدم بشير الى بيتنا ليستعجلنا لنذهب كعادتنا الى البحر ..
قلت له انني لن اذهب لانني كنت مشغولة مع والدتي و بعض النسوة في اعداد العولة ، اي مؤونة عام كامل من الكسكسي و بعض المعجنات الاخرى التي تحتاجها اسرة وفيرة العدد، طوال العام..
حزن بشير ،
ولكنني ، قلت له : سيكون الغداء اليوم طبق الكسكسي المشتهى..سانتظرك حتى تعود لنتغدى معا ..
بقي بشير ، محدقا في وجهي ، وكانه يراني لاول مرة وقال : لا ..لا تنتظريني ..
ربما تاخرت ..كلي انت ، حتى لا تجوعي ..!!
قلت له ضاحكة : لا ..
سانتظرك حتى تعود ، لناكل معا !!
بقي ينظر الي ، ثم غاب في الزحام ،وهو يلوح لي بيده ..
مرت ساعتان .. وفجاة سمعت لغوا ، ثم صباحا ، ثم عويلا و بكاء ..هرول كل من في البيت نحو الشارع ..
جمعت كل قواي ، واندفعت الى الخارج ...
لقد مات بشير ..!!
تعرض لنوبة دماغية ، وهو يسبح في البحر ، ليغرق و يموت بدون اي اسعاف ..
مات بشير في البحر ، وهو السباح الماهر الذي كان يعلمنا السباحة ..!!
يتبع
بنيامين محمد حيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق