السبت، 26 أغسطس 2023

رسائل يكتبها الليل ٤١ بقلم بنيامين محمد حيدر

 رسائل يكتبها الليل ٤١

في لمسة وفاء 

و عرفان اريد ان القي تحية اكبار و اجلال و ود و سلام ، الى روح بشير ، الملاك الطاهر الذي ترك وشما في قلبي ، و اثرا جميلا في وجداني ..


في ذلك العام الذي شهد نجاحي في الباكالوريا ، فرح بشير كثيرا ، وهو الذي كان دوما يساندني ، و يشد ازري في كل مراحل حياتي..

كنت في السابعة من عمري ، عندما تعرفنا على بشير و اسرته ..كان هو في الاربعين من عمره ..

كان يرافقنا في كل صيف الى البحر ، الذي لا يبعد عنا ، لنمضي معا اوقاتا ممتعة في السباحة و الالعاب البحرية ..

وفي ذلك اليوم ، قدم بشير الى بيتنا ليستعجلنا لنذهب كعادتنا الى البحر ..

قلت له انني لن اذهب لانني كنت مشغولة مع والدتي و بعض النسوة في اعداد العولة ، اي مؤونة عام كامل من الكسكسي و بعض المعجنات الاخرى التي تحتاجها اسرة وفيرة العدد، طوال العام..

حزن بشير ،

 ولكنني ، قلت له : سيكون الغداء اليوم طبق الكسكسي المشتهى..سانتظرك حتى تعود لنتغدى معا ..


بقي بشير ، محدقا في وجهي ، وكانه يراني لاول مرة وقال : لا ..لا تنتظريني ..

ربما تاخرت ..كلي انت ، حتى لا تجوعي ..!!

قلت له ضاحكة : لا .. 

سانتظرك حتى تعود ، لناكل معا !!

بقي ينظر الي ، ثم غاب في الزحام ،وهو يلوح لي بيده ..

مرت ساعتان .. وفجاة سمعت لغوا ، ثم صباحا ، ثم عويلا و بكاء ..هرول كل من في البيت نحو الشارع ..

جمعت كل قواي ، واندفعت الى الخارج ...

لقد مات بشير ..!!

تعرض لنوبة دماغية ، وهو يسبح في البحر ، ليغرق و يموت بدون اي اسعاف ..

مات بشير في البحر ، وهو السباح الماهر الذي كان يعلمنا السباحة ..!!


يتبع 

بنيامين محمد حيدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...