الاثنين، 4 ديسمبر 2023

غادرني أبي بقلم راوية شعيبي

غادرني أبي
راوية شعيبي
---------------
منذ أن غادرني أبي
و أنا أمشي أمشي إلى المجهول 
دون ظهر...
قلبي مكشوف للمحن
دمي مباح للقطط المتسكعة
في ليل شرود صارخ...
صمتي يتكلم كل لغات الدمع...
صدري مفتوح لكل الرصاصات العابرة
و أنا ألوح بكفي الملطخة بتراب الذاكرة
إلى أمس أنكر  نسبه... من خريطة الوطن...
منذ أن أدار نبضه عني...
سرت و الطريق تثقل خطوتي
تحفر تحت قدمي مكيدة القدر...
تعلمني كيف الوقوف على أطراف أصابعي
حين تخلى الصبح عن ضوئه و دقت عقارب الخوف في أيسر الشجن...
منذ أن أبكت قلبي الصور...
كتبت على جدار الروح  اسمه...
تذوقت ملح عيني... شربت من كأس الصبر...
دنوت من موقد الحنين...
ألقيت فيه أقلام الخشب...
علّه يوقظ جمر الأشواق من لهيبه...
أو تتآكل بين فكيه مشاعر  الوهن...
لا يعرف السابقون و لم يدرك بعد اللاحقون
أني أصارع موج البكاء في كل يوم
و أجازف بالشعر دوما لأنبئ عن ارتجافي
عن رعشة الذاكرة و هي تمشط أرصفة الحزن...
لم أنس...
حين أوقد الجرح ثقابه في يوم اكتظ بالحرمان
جلست في ركن الغياب أنادي اسما بات ممنوعا من الحياة...
أخبره أشياء تأخرت في بوحها...
أمد يدي لكفٍ صارت في طي النسيان
تحمل سيجارة ضجري...
ذاكرتي دخان متصاعد من شفاه الكتمان...
و الدمع موج يلاطم حرفي... 
 فأغفو ليصحو في عقلي غرق السفن...
لقد فشلت... في كسر قيد الوجع...
و صرت أسيرة معجبة به...
أفتش في عينيه عن قمر و ألاطف النجوم الساهرات فيه.. 
فكيف أرضى بأن يفك قيده الزمن...
الطريق طويلة مشقتها...
و الضوء يسافر بالطول و العرض
في مسافة لا أفهم حجمها
لكنها بقبضة قلبي... تدق طبول يتمي للعلن...
أنا... أنا النصف و جراحي كل...
كيان ثابت الأقدام في تربة السهد...
سياط القهر تفتح جلدي... 
في توقيت أغتسل فيه برمال الصمت
 حين لان لحالي الصخر و قلب المحب لم يلن...
من قال أني أنسى رجلا...أضاء حروف اسمي 
 قلبه موطني و السكن...
كالطير أهاجر مدن الظلام... و أرتحل
إلى ذاكرتي عش الحنين و الفنن...
خرساء  يا لغتي...
تتلعثم فيك السطور  كلما  غمر شوقي الجفن...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...