مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الخميس، 28 مارس 2024

لايصلح للحب بقلم عبد خلف حمادة

٪الشاعر لايصلح للحب
٪٪عبد خلف حمادة 
_______________
كان يا ما كان 
في غابر الزمان 
الشاعر 
يقف على الأطلال 
يبكي ديار الأحبة 
المواقد
مواضع الأطناب
يشبب
يملأ الحي حدوا
قصيدا 
يُهدر دمه
مكثرا ذكر معشوقته
ينسب إليها
يقطع البيد
كي يؤمن مهر حبيبته
يكابد المخاطر
ويركب الأهوال
يلوي زمام القدر 
يدك مضارب النعمان
كي يجلب النوق ( المقاتير ) 
وينسب الشاعر لحبيبته
عنترة عبلة
مجنون ليلى
كثير عزة
جميل بثينة 
--------------
والآن يا ترى ؟!
آالعيب في الشاعر ؟
بعد أن كان صناجة
أصبح مزمارا لا يطرب
هل أضحى لا يجيد النظم ؟
أم أن شيطان الشاعر ؟
أعلن توبته
أم أنها فترة ؟
وانقطاع وحي
آلعلة في القوس ؟
أم أنها في الرباب ؟
هل هربت المعاني ؟
أم أقفرت القوافي ؟
أم هو الران يكتنف القلوب ؟
وقول الشاعر يلح على الذاكرة
رغم قسوته
و اكتساحه المشاعر
//لو كان شعري شعير
لاستساغته الحمير
لكن شعري شعور
وهل للحمير شعور //
وأقول :
تيوس الحي 
تتبعها الحمير
من النار
بالرمضاء تستجير
ويغص الشاعر
في هذا الزمان العابث
بمشاعره 
يقطع نياط قلبه 
بأنيابه 
وتصطك أسنانه  
  حنقا
يعتصر كفيه
يقف على قارعة الطريق
يوزع قصائده بالمجان 
ويلزم المارة بدواوينه 
وربما تصدق عليه صاحب
(السوبر ماركت)
فجعل منهن تحميلة
للزيت
للسمن
والسكر
وحتى/ الفوط/
وربما في محلات // الكافي شوب // 
استعملت
صحونا للشاي
أو منافض سجائر 
وأصبحت
بطلة القصيدة
مجرد (( موديل ))
تمثالا
مفرغ من المضمون
لأن الشاعر كنبتة البستان 
والسيدة العصماء في القصيدة
هي البستاني
لا تنتش البذرة 
لا تفسل
لا تنبت الأوراق
لا تزهر 
مالم يلملم حولها الغضار 
يرصها بأصابعه
ليسير فيها النسغ
وتسري الحياة 
لأن في لمساته
سر وجودها
وبها تحيا
وإن لم يحتضنها
تتجمدأوصالها
تجف فيها أمواه الكينونة 
تغدو هشيما
تذروه الرياح 
فإذا جاد عليها 
//اهتزت
وربت
وأنبتت من كل زوج بهيج//
والآن
تتكسر معازف الشعراء
من تلقاء نفسها
تدب فيها الأرضة
بضاعتهم أصبحت مزجاة
ترد في رحالهم 
والغانيات
ذوات الواحد والعشرين ربيعا
ذوات الاثنين والعشرين ربيعا
هذا العمر بالتحديد
وهذه الفئة منهن
كأنهن لا يعرفن الحب
متقلبات
أمزجتهن هواء 
أفئدتهن خواء
وربما وهو الاحتمال الأضعف
شيفرتهن معقدة ... عصية الفك
أم المزعة التي منهن في الصدر
تسمرت
تبلدت
فرغت من الإحساس
هل أصبح شبح الشاعر مخيفا
وهو المنديل الذي يمسح العرق
وأحمر الشفاه .....
وحبة الأسبرين ....
وغلالة الربيع .....
/والفورمول/ ....
وبطاقة الامتحان .....
ومكنسة الفيروس .....
وهو السيد الحصور ....
والقديس ..
________________
٦/٢/٢٠٠٩
مع تحيات الشاعر والكاتب عبد خلف حمادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق