بقلم
د. أحمد حافظ
أهلا بالعيد
سمى العيد عيدًا لأنه يعود كل سنة بفرح مجدداً وعيد الفطر سمى كذلك لأن المسلمين يفطرون فيه بعد صيام شهر رمضان وكان الصحابة رضوان الله عليهم إذا ألتقوا فى العيد يقولون لبعضهم البعض تقبل الله منا ومنك أما العادة فى الدول العربية عيدكم مبارك أو كل عام وانتم بخير أو من العائدين الفائزين وتتميز أعياد المسلمين بأنها قرب من الله وطاعة له وتعظيم وتكبير وحضور الصلاة فى جماعة وتوزيع زكاة الفطر وتتجلى الكثير من معانى الإسلام الاجتماعية والإنسانية حيث تتقارب القلوب ويجتمع الناس ويتصافحون وتذكر بالفقراء وزيارة الأقارب والأحباب وقد رخص رسولنا الكريم بالغناء والطرب بالدف واللعب واللهو المباح واظهارالفرح والسرور شعيرة من شعائر الدين وللعيد آداب وسنن فإنه يسن التكبير فى العيد وصيغته (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) وهو مستحب فى المساجد والمنازل والطرقات والأسواق والذي يبدأ من غروب شمس ليلة العيد وينتهى بخروج الإمام إلى مصلى العيد للصلاة وقال الإمام الشافعي فى المختصر وما زاد من ذكر الله محسن ومن أهم السنن فى العيد الغسل وهى سنة مؤكدة فى حق الجميع الكبير والصغير الرجل والمرأة على السواء ويجوز الغسل للعيد قبل الفجر فى الأصح على خلاف غسل الجمعة وأن يتطيبوا قبل الذهاب إلى المسجد وعليهم بسنة السواك.
ومن السنة أيضًا أن يبادر المسلم إلى الافطار قبل الخروج إلى الصلاة على تمرات يأكلهن وترا ومن السنة أيضًا مشاركة المسلمين جميعا فى حضور صلاة العيد وتخرج الحائض أيضًا للفرحة دون أن تؤدى الصلاة وصلاة العيد تختلف عن صلاة الجمعة فهى قبل الصلاة ودون آذان وصلاة العيد سنة مؤكدة وهى ركعتان ووقتها من طلوع الشمس ويسن فى أول الركعة الاولى بعد تكبيرة الاحرام سبع تكبيرات وفى الثانية خمس تكبيرات بعد تكبير القيام ومن السنة أن يذهب الإنسان إلى صلاة العيد من طريق ويعود من طريق آخر إلى بيته لتكثر الخطوات ويكثر من يشاهده
وعن عادات المسلمين فى الأعياد نذكر بعض الدول منها ففى مصرنا الحبيبة تؤدى صلاة العيد فى الساحات الكبيرة والمساجد العريقة ويرتدى المصلون الملابس الجديدة وعقب الصلاة يتبادلون التهانى وتتميز مصر بزينة الشوارع والميادين ولعب الأطفال بالمراجيح .
أما السعودية يقومون بشراء الملابس والأطعمة مثل الكبسة والمرقوق والهريس واعداد الحلويات الخاصة بالعيد وتتميز الأسر السعودية باستئجار الاستراحات التى تقع فى المدينة أو فى أطرافها حيث يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة .
أما الأردن تبدأ طقوسها بزينة الشوارع والمنازل والتجوال فى الأسواق حتى الفجر وبعد الصلاة يجتمع أفرد العائلة فى منزل العائلة لتناول الفطور وبعد الفطار تبدأ الزيارات التى لا تخلوا من القهوة العربية وكحك العيد ويعتبر المنسف الطبق الرئيسى لوجبة غذاء اليوم الأولى للعيد.
ولابد من تقديم العيدية للأطفال والكبار والنساء المتزوجات وعن المغرب تتميز ملابس العيد بالملابس التقليدية الذى يحضر بقوة فى المناسبات وبعد تأدية الصلاة يجتمع المغاربة على مائدة الافطار التى تتعدد بكثير من مأكولات وخاصة الحلويات المصنوعة بالتمر كحلويات كعب الغزال "الزليجة و المحنشة" والحلويات المصنوعة من اللوز والجوز أما وقت الغذاء فاغلب المغاربة يفضلون تحضير البطيلة احتفالا بالعيد وفى الامارات تشمل طقوس العيد وضع الحناء على أيادي البنات والنساء واجتماع العائلة فى المجالس حول الحلوى والقهوة العربى والفواكة والحلويات الشعبية كاللقيمات. ويتبادلون العيديات ويرددون العديد من الأغانى التقليدية.
وعن ماليزيا يقوم بعض الطلاب المتخرجين من المدارس والمعاهد الدينية بعمل لجان داخل المساجد قبل حلول العيد من أجل جمع زكاة الفطر ليتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين وفى العيد يرتدي كل من الرجال والنساء ملابس تقليدية مخصصة لعيد الفطر ويحددون مشاعر التسامح والعفو بين أفراد العائلات قبل الخروج لصلاة العيد وتشارك النساء صلاة التعيد باللباس الأبيض المحتشم أو ملابس الصلاة التى تغطى الجسم بالكامل .
وعن التهنئة بالعيد تشتهر كلمات التهنئة بكلمات ماف زاهير دان باتين وتعنى اللهم اغفر أخطائى .
وللعراق مظاهر احتفالية خاصة فهم يهتمون أكثر بالأطفال فتقام الألعاب الخاصة بالأطفال مثل المراجيح والفرارات والدواليب الهوائية.
أما عن النساء والمحلات فتقوم ببيع الحلويات المشهورة بها دول العراق مثل حلويات العيد الكليجة والمعروف باسم المعمول وتقدم مع الشاى وأنواع أخرى من الحلوى مثل المن والسلوى والحلقوم والمنقول والخفيفى بالاضافة إلى الزيارات المنزلية بعد صلاة العيد لتناول وجبه الإفطار وأول بيت للزيارة هو بيت الوالدين ويقوم الوالدين بتقديم العيدية للأبناء.
وننتقل إلى تركيا حيث يتجهز المسلمون للاحتفال بالعيد قبله بأيام فيم تجهيز اصناف الطعام وحلوى العيد وتنظيف البيت والتسوق له مخصوص ويذهب الصغار لزيارة الكبار وتجتمع جميع العائلة فى بيت كبير العائلة وتقبيل الصغار يدى الكبار وتتم هذه العادة طوال العام لاظهار الاحترام والتقدير للكبار.
وفى اليمن تختلف عادات العيد بين المدن والقرى ففى القري يجتمع الناس فى ساحات عامة واقامة الرقصات الشعبية والدبكات بعد صلاة العيد وتتمثل الأكلات اليمنية على رأسها السلتة وهى مكونة من الحلبة المقوقة وقطع البطاطا المطبوخة مع قليل من اللحم والأرز والسمن وتقدم الناس أصناف من الطعام للضيوف فى العيد ومنها بنت الصحن أو السبابة وهى عبارة عن رقائق من الفطير متماسكة مع بعضها البعض ومخلوطة بالبيض والدهن البلدى والعسل الطبيعى.
ولفلسطين الحبيبة احتفال مبكر منذ منتصف شهر رمضان المبارك بصنع شتى أنواع الحلوى وشراء الملابس الجديدة ثم تبدأ الاحتفالات بالصلاة فى المساجد الكبرى والساحات العامة ولبس الملابس الجديدة ثم الاحتفالات فى الشوارع والمنازل وتوزيع الحلوى فيما بينهم.
والفلبين بالرغم من أنها دولة غير اسلامية يعتبر المسلمون أقلية فيها ولكن الحكومة الفلبينية أصدرت مرسوما بأن عيد الفطر أجازة رسمية سواء للمسلمين أو غيرهم وقتام الاحتفالات بالعيد من صلاة ثم التزاور بين الأهل والأصدقاء ويتم تنشيط السياحة فى جميع أنحاء المدن الفلبينية.
ولكن استراليا بها أقلية مسلمة إلا أن الحكومة تسمح للمسلمين بالاحتفال من خلال إقامة صلاة العيد فى الساحات والحدائق وتعطى عطلة رسمية للمسلمين كما تقام بعض المعارض والكرنفالات فى المبانى الكبرى ويقدر عدد المسلمين فى الصين بالملايين وعند حلول عيد الفكر المبارك يقوم المسلمون بتلاوة القرآن الكريم وزيارة الأقارب والأحباب وينثرون الأرز والقمر على المقابر لتأكل كل منها الطيور.
ونيجيريا من البلدان الاسلامية الكبرى فى افريقيا فيتم تعطيل المصالح الحكومية ويطلق على العيد بصلاح الصغير حيث يقيمون الاحتفالات فى قراهم ومساكنهم ومدنهم ويشارك فيها الجميع صغارا وكبارا ومن الجميل أن يقوم غير المسلمين بزيارة اصدقائهم المسلمين فى عيد الفطر ويشاركونهم فى الاحتفالات. والى أن نلتقى فى عيد الأضحى المبارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق