الأربعاء، 3 أبريل 2024

لحظةُ حواريّةٌ بين آدم و حوّاء بقلم فؤاد زاديكى

لحظةُ حواريّةٌ بين آدم و حوّاء

بقلم: فؤاد زاديكى

 حوّاء: أيُّها الحبيبُ آدم، أليستْ هذه الحديقةُ، التي نعيشُ فيها جميلةً للغايةِ؟

آدم: بالفعل حبيبتي، إنّها مُدهِشةٌ، و مُذهِلةٌ. و لكنْ ماذا لو قلتُ لكِ إنّ مُفاجأةً لكِ عندي؟

حوّاء: احقًّا لديكَ مُفاجأةٌ لي؟ لقد شَوّقتَني لمعرفتها، فما هِيَ؟

آدم: سوف أقومُ بتسميةِ كلِّ المخلوقاتٍ، التي في هذهِ الحديقةِ، بَدءًا مِنَ الفراشاتِ حتّى الأشجارِ. فهل اعجبتْكِ المُفاجأةُ؟

حوّاء: أجلْ. أجلْ حبيبي، إنّ هذا يبدو ممتعًا و رائعًا! هلْ يُمكنُنِي مساعدتُكَ بذلكَ، حتّى يَسهُلَ عليكَ الأمرُ؟ أرى أنّها فكرةٌ معقولةٌ.
 
آدم: بالتأكيدِ، و سوفَ يَكُونُ ذلكَ رائعًا جِدًّا. ماذا نُسمِّي هذا الزهرةَ، التي هُنا؟

حوّاء: أقترِحُ أنْ نُسمِّيها "زهرة الأمل"، لأنّها تُذَكِّرُني بأوقاتِ السّعادةٍ، التي عشناها و نَعيشُها مَعًا هُنَا.

آدم: لقد أحببتُ الاسمَ فعلًا! و هذا الطائرُ، ما هو الاسم، الذي ستختارينَهُ لهُ؟

حوّاء: "طائر السُلام"، لأنّه يحملُ السّلامَ في رحلتِهِ عبرَ السّماءِ، و أرى أنّ هذا الاسمَ جميلٌ للغايةِ، و هو سَيُعطِي مُؤشِّرًا طيّبًا لاستمراريّةِ الحياةِ هنا.

آدم: ما مِن شكٍّ أنّها فكرةٌ إبداعيّةٌ! و هذا الشلّالُ؟

حوّاء: اقترحُ أن نُسَمِّيهِ "شلّال الحياة"، فهوَ يرمزُ إلى قوّة الحياةِ، التي تتدفقُ بين الصّخُورِ، لتُعطِي الاستمرَارِيّةَ و الدَّيمُومةَ.

آدم: كلُّ اقتراحاتِكِ رائعةٌ حقًا، و مُوفّقةٌ بالاختيارِ، حبيبتي.

حوّاء: و أنتَ، الذي أضافَ روحَ السِّحرِ إليها، و حَبَّبَنِي بها، يا عزيزي.

على هذا النّحوِ الرّومانسِيِّ، استطاعَ آدمُ و حوّاءُ خلقَ هذهِ الفِكرةِ الرّائعةِ بحسبِ ما وردَ في قصّةِ الخَلقِ، و تسميةِ كلّ ما كانَ في جنّةِ عدنٍ معَ آدم و حوّاء. لنا بهذهِ القصّةِ عبرةٌ، لكونِها تحملُ في مَضمُونِها رَمزًا إنسانيًّا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

دعيني بقلم فلاح مرعي

دعيني دعيني في غزلانية عينيك أهيم فإني من وجد الغرام عليل وسقيم يا معذبتي بسحر نظراتها  كيف الوصول إليك يكون يا صاحبة الغزلانيةجفونها والمرم...