أراك تبالغُ بأحلامك والمُنى
أما آن للحنين فيك يستقرُّ ؟
نعم ، نعم ساقني شوقي إليكِ
يا نور عيني ،
من هواكِ أينَ المَفَرُّ ؟.
إذا الليلُ ناجاني أضأتِ بهِ
وغابت نجومٌ واحتجبَ القمرُ
وصلَت إليكِ رسائلي فاقرئي بها
يا ذات الملاحةِ ،
لي فيك جنَّاتي وجحيمي
ولك الدلال ولي نارٌ تستعرُ.
إن لم تكوني حبيبتي فأنت روحي
وإن لم تكوني عيني
فأنت دمعي حين يثورُ.
أكاد أذوب مما فيك من خجلٍ
وتعصاني شفة من خلفها دررُ.
تعذبيني بظفيرةٍ ترقص بجنونٍ
يذوب خافقي ويستمتعُ النَّظرُ
كأن لقاؤنا كان مصادفةً
وأغرتني ببسمةٍ لها وثغرُ
فأزهر القلب لوقع جمالها
وما قالته العيون كان أكثرُ.
أحصيت أنفاسها في صدري
أين تلك الليالي
أين ذيَّاكَ العمرُ ؟
إني أشتاق للحبيب ووصله
إذا كان الحبيب للوصل يعتبرُ
يشقى بناعسات الطرف قلبي
وما للقلب في شفائه عذرُ .
إني متيمٌ قد فارق بهجته
ولاذَ بإيمانِهِ يتعبَّدُ ويستغفرُ
ألا ليت اللقا كان يقيناً
وأنعم بلقا مهما طال يقصرُ
لست إلا هائم صبّ شغفٌ
فكيف للدمع عندي يستترُ؟.
يقولون بأني عاشقٌ، ربَّاهُ
ليس لي من عشقها سوى أثرُ .
إني أخاف عليها نزف جراحي
وقد تآخى الجرح عندي والسهرُ
فلا هي تشفيني ولا دائي ينسيني
حالي كغنيٍ إذا أصابه الفقرُ .
يا من لرؤياه نزَفَت أوردتي
وهل للأحباب شيمة سوى الصبر ُ
أي المنايا هم ركبوا
واستباحوا الفؤاد كأنهم غدرُ .
إذا غابت عنك مفاتن حسنها
فما بقيَت لك عينٌ ولا نظَرُ
كم نادمتُ بها الليالي وجداً
حتى أمسى صحوَ أياميَ سكرُ
حتى كأن الدنيا أخفت عني أيامها
تشفيني يوماً ثم كسرٌ ثمَّ جبرُ .
وَلِهٌ حبستها داخل شرياني
بانت روحي كالزهر يفضحهُ العطرُ
دخلتُ باب هواها ولي نظرٌ
وفي خروجي عميتُ ولي بصَرُ
لها وجهٌ كالشمس لو أشرَقَت
فإذا السماء رونقٌ وسحرُ
أشعَلَت جسدي وأحرَقَت يدي
كأنها الليالي والأيام والقدَرُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق