الجمعة، 19 يوليو 2024

قَراءةٌ لنصٍّ أَدبيٍّ بقلم صاحِب ساچِت

طابَتْ أوقاتُكُم بالخَيرِ..
في أدْنَاه قَراءةٌ لنصٍّ أَدبيٍّ..

تَوطِئةٌ..
        اِخترْتُ عُنوانًا لِمقَـالِ قَراءَتي    
   المُتواضعَـةِ كي أَلقي ضَوءًا علـىٰ 
   تَفاصيلِ نَصٍّ أدبيٍّ، أُوضِّحُ سياقَ 
   كتابتِهَـــا، بعدَ أنْ لَمسْتُ إنسياقَ 
   النصِّ معَ خُطُـبِ الزَّمـنِ، وَ أثَـــرُ
   صَداهَـــا علـىٰ مَشــاعرِ النَّفــسِ، 
   وَ ردُودُ الفعلِ لِمَنْ وَقعتْ عليــهِ
   تِلكُمُ الخُطُبُ! 
  (خُطُبٌ أو خُطُوبٌ، جمعُ خَطْبٍ، 
  وَ الخَطْبُ هوَ الحَـالُ وَ الشَّـأْنُ.)

           " تَجرِي الرِّياحُ 
          بِمَا تَشْتَهي الخُطُبُ "

١) فائِدَةٌ لُغَويَّةٌ:- 
    الحَركـاتُ الإعرابيَّـةُ أو "التَّشكيلُ" عَلاماتٌ كِتابيَّةٌ، تُوضَعُ علـىٰ خَواتيمِ الكلمـــاتِ لِبيانِ حالتِهَـــا الإعرابيَّـةِ، 
وَ لِتصحيحِ نُطقِ نهاياتِها.
تُستعمَلُ في النُّصوصِ العامَّةِ لِمنعِ التباسِ المعنَىٰ علـىٰ القارِئ عندَما يكونُ هُناكَ أكثرُ منْ طَريقَةٍ لِنُطقِ الكلمةِ وَ الَّتي قَدْ تُفْضي إلـىٰ مَعانٍ تَختلفُ عَنِ المَعنَىٰ المُرادُ مِنَ النَّصِّ. 
وَ الحركاتُ ثَلاثٌ:- 
الضّـمَّةُ، الفَتحةُ، الكَسرةُ، وَ يُضافُ 
إليها السُّكونُ.
أمَّا التَّنوينُ ثَلاثَةُ أشكالٍ: 
تنوينُ ضَمٍّ، وَ فتحٍ، وَ كسرٍ.
وَ الضَّوابطُ أربعَةٌ:- 
الشَدُّ وَ المَدُّ وَ الوَصلُ وَ القَطعُ.

٢) اِلتِمَاسٌ:-
     أسُوقُ هٰذهِ المَعلومـاتِ المَعرفيَّــةَ
(بِتَصرُّفٍ) عنْ ثَوابتِ كتابَةِ الكلمَةِ في اللُّغَـــةِ العربيَّـةِ، ذَاتِ الأثـرِ البالِـــغِ في نُطقِهَــــا وَ فِهمِهَــــا وَ رفــعِ الإعجـــامِ 
وَ اللَّبسِ عنهــــا، وَ إزالــةِ التَّصحــيفِ 
وَ التَّحــــريفِ، حَتَّىٰ تَستقيـــمَ الألفاظُ 
وَ تُشذَّبَ الألسِــنةُ مِنَ الدَّخــيلِ وَ مِــنَ المُكتَسبِ.
     هٰذا ما دَعَــاني في ( جُرْأَةٍ نَادِرَةٍ ) أنْ أُنقِّــحَ وَ أُشكِّـــلَ النَّــصَّ مَوضُـــوعَ القَــراءَةِ، دُونَ إِذنٍ مِنْ كَـــاتِبِ النَّــصِّ الإســتاذِ " سَعيد الشَّابي "!
كَي يَتسنَّـىٰ لي فهمُـــــهُ بالصُورةِ الَّتي نَجدُهَـــــا في كتابــاتِ أُدبــاءٍ مَنشورةٍ
في كُتبٍ ورقيَّةٍ، لإنَّ ثَمَّةَ صعُــوبَة فــي وضعِ الحركاتِ الٕاعرابيَّةِ وَ توابعِها، في أثناءِ الكتابَةِ الألكترونيَّةِ لَدَىٰ قسمٍ غَير قليلٍ.. للأسفِ!

٣) النَّصُّ بالحَركاتِ الإعرابيةِ:-
       "هَلَّا سَأَلْتَ المَاضِي"
أَوهَـامٌ، ظُـــنُونٌ،
وَ بـَـــقايَا شَــــكٍّ
تـُصارِعُ اليَقينَ بِأَعْـمَاقِي
تَتَمرَّدُ عَلـىٰ قانُونِ البَراءَةِ
تَرسِمُ لَـــوحَاتٍ قَاتِمَةً
عَلـىٰ مِـرْآةِ نَفـْــــسِي
فَــــلا أَراهَـــا،
لا أَبْصـِرُ فيهَـا ذَاتي، 
وَ لا أَنظرُ، 
غَيرَ شَظَايَــا أَشبَاحٍ
تَنفَــجِرُ هُــــنا.. 
أَو هُـناكَ في العَــرَاءِ
حَاوَلْتُ جَمعَ شَتاتي، 
عَلَّنِي أَعثــَرُ بَينَهَـــا 
عَنْ بـَـــــقايَــا رَجُلٍ!
وَجدْتُ حُطامَ هَيكَـلٍ فارِغٍ
رَسمْتُ عَليهِ أَعاصِيرَ الزَّمَنِ
أَخَادِيــدَ، وَ أَتْـلَامًـــا
في عُمقِهَـــا النَّارُ تَشْتَعلُ
سَأَلْتُ اللَّيَــالي عَنْهَــا، 
قَالَتْ.. تِلكَ مـَشاعِرُكَ
بَلْ أَنْفَــاسُكَ تَحترِقُ
مَلَأَتْ كُؤوسِي غَسَّاقًا..
يَا وَيْلَتَــاه.. مَاذَا أَقُـــولُ...
وَ قَدْ أُفْعِمْتُ بِالأمسِ شُرابًـــا، 
مُعَتَّقًــا، مِنْ رَحيقِ حُبٍّ
كَمْ أَسْكَرَني!
هَلاَّ سَأَلْتَ المَاضي 
عَنِّي وَ عَنْكَ
يَومَ أَرَاقَـــكَ قُبـُـــلاتٍ
عَلـىٰ شَفَـتَيَّ تَنْهـَــــمِرُ
يَومَ أَلْقَـــــاكَ رِدَاءً
عَلـىٰ صَـدرِي بهِ أَتـَــدَثَّرُ
وَ أَمتَصُّ مِنْ نِهدَيْكَ شَهدًا
فيهِ لِلعَاشِقينَ بَلْسَمٌ وَ مَآرَبُ
تِلكَ أَيَّامي الخَوالِي وَ قَدْ مَضَتْ
وَ أَسْـرَىٰ بِهَا الظلامُ
تَحتَ أَردِيَةِ الزَّمَانِ المَارِدِ
فَــلا بَقِيَتْ.. وَ لا بَقَيْتُ
وَ اَنْتَهتْ قِصَّــتِي!
(سعيد الشابي Said Chebbi/ تونس)

قَراءةُ النَّصِّ:-
              الشَّقُّ الأولُ:-
    اِستَعملَ الكاتبُ (سعيد الشابي) اَداةَ التَّحضِيضِ وَ الحَثِّ (هَلَّا.. المُركبةُ مِنْ "هَلْ وَ لَا ") في اللُّومِ وَ التَوبيخِ علـىٰ تَركِ فِعلٍ حَدثَ في الماضي..
هٰذا الماضي جُلُّهُ (أوهامٌ، ظنونٌ، بقايا شكٍّ) بَقــيَتْ تُنَـــاصِبُ العَــداءَ لِشعُــورِ الكاتبِ، وَ تُصارعُهُ بُغيَةَ تَلويثِ البَراءَةِ 
وَ العملُ عَلـىٰ طَمْرِ قَراراتِ الإطمئنانِ وَ اليقينِ وَ السَّلامِ الدَّاخلي!
       لا رَيبَ.. في أنَّها -تلكَ الأوهامُ- رَسَمَتْ لَهـــا مَســاراتٍ قاتمَةٍ لا يُمكِنُ رُؤيتَها إلَّا في مرآةِ الذّاتِ، إذا تَحَصَّلتْ لَحظةٌ فارِقَةٌ بينَ الواقــعِ وَ الخَيــــالِ، وَ تَحقَّقَ فَكُّ الإشتبـــاكِ بينَ خَنَــادقِ الصَّراعِ المُتداخِلةِ في مَلْحَمَةِ الوُجُودِ.
    وَ للأسفِ ما تَحقَّقَ هو الوَجهُ الآخرُ لِلواقعِ.. اليَأسُ وَ التَّشظِّي، وَ تَوهُــــمُ رُؤيَةَ بالونَــاتِ أشبَــاحٍ تَنفجِــرُ في كُلِّ زَمانٍ وَ مَكانٍ!
            
            الشَّقُّ الآخَرُ:-
    بَعدَ كُلِّ مُنَــازَلَةٍ حَــاميَةِ الوَطيسِ، تَتحَـرَّىٰ الأطـــرافُ لَمَّ الشَّملِ وَ جَمـعَ الشَّتـــاتِ، لِلعثُورِ عَلـىٰ بقايَـــا الغَالي
وَ النَّفيسِ، ثُمَّ تَدويرُ التَّضحيـــاتِ إلـىٰ عِبَــرٍ وَ درُوسٍ (إنْ كــانَـتْ تَتَــعلَّـــقُ بِمَكنُونَـــاتِ النَّفسِ)، وَ إلــىٰ تَرميـــمِ
وَ معــالَجةِ ما يُمكنُ إصلاحَهُ (إنْ كانتْ في المَّادةِ).
      وَ أرَىٰ النَّــصَّ.. رَكَّـزَ علــىٰ حَـالةٍ نَفسيَّــةٍ، معَ ذِكرِ لَمحـــاتٍ منْ عَنـاصرٍ أُخرَىٰ.. مِنْهَــــا:-
* جَسَّدَ الكاتبُ مُشاعرَهُ علـىٰ هَيْئَةِ هَيكلٍ مُحطَّمٍ؛ لرَجلٍ عافتْهُ الحَياةُ،
وَ باتَ عُرضَةً لِعَبثِ مَنْ هَبَّ وَ دَبَّ!
فَالزمنُ خَدَّ أخاديدَ، وَ شَقَّ أتْلامًـــا،
وَ صبَّ نارًا تَتلظَّىٰ، وَ لَمَّا سَألَ:
ما هٰذهِ الحَرائقُ؟ جاءَهُ الرَدُّ:
ــ (تِلــــكَ مـَشاعرُكَ..
   تِلكَ أنــــفاسُكَ تَحترقُ)* النص
* وَ الأَدهَىٰ.. تلكَ " الأنفاسُ " مَلَأَتْ كأسَ الشَّرابِ ماءً نَتِنًــا، كَأنَّهُ سَالَ مِنْ جلُودِ أهلِ النَّارِ وَ صَديدِهِم، بَعدَمــــا سَقتْهُ بالأمسِ رَحيقَ الحُبِّ.. مُعَتَّقًـــا!
* " هَلَّا سألتَ المَاضي؟"
    تكرارُ السُّؤالِ.. تَوكيدٌ لِلَومٍ إخلاقيٍّ مُسْتحقٍّ، لِمَسؤولٍ عنْ فِعْلِ شَيءٍ مَـا.. وَ فَعَلَهُ خَطَـــأً، بالسُّلُوكِ أو بالإمتِناعِ عَمدًا عَنْ فِعلِهِ.
       مِمَّا جَعلَ الضَّحيَّةَ/الكاتِبَ يقعُ 
في شَرَكِ صُورَةٍ تَراءتْ لَــهُ في مِـرآةِ الذَّاتِ، وَ رَمتْ بِهِ لِلعَجزِ وَ فقــــدَانِ السَّيطرَةِ وَ التَّشـــاؤمِ.
* وَ مِنْ ثَمَّ.. اِستِحالَ شعُورُهُ يَأسًـــــا 
وَ قنُوطًا، لأنَّهُ لَمْ يَرَ غَيرَ شَظايا أَشباحٍ
    (تَرسِمُ لَـــوحَاتٍ قَاتِمَةً
    عَلـىٰ مِـرْآةِ نَفـْــــسِي
    فَــــلا أَراهَـــا،
    لا أَبْصـِرُ فيهَـا ذَاتي، 
    وَ لا أَنظرُ، 
    غَيرَ شَظَايَــا أَشبَاحٍ) * النص
     اللَّومُ هُنَا؛عنْ زَمنٍ وَلَّـىٰ، بِعطاياهُ
وَ هِباتِهِ، وَ أصبحَ اليَّومَ قَحْطًا بَوارًا.
فَــ (إراقَةُ القُبلاتِ، وَ إلقـــاءُ الرِّداءِ، 
وَ اَرتشافُ سِرَّ الحَياةِ مِنْ مَوضعِهِ!)
جَميعُهَــا أَضحَتْ ذِكرَىٰ أليمَةً لأيَّامٍ
خَوالي، سَرَىٰ بهَا الظَّلامُ تَحتَ كَنَفِ
الزَّمانِ.. وَ مَا أقسَىٰ النَّهايَةُ!
    (فَــلا بَقِيَتْ، وَ لا بَقـيْتُ 
    وَ انْتَهَتْ قِصَّــتي)* النص

تَحلِيلُ النَّصِّ :-
     النَّصُّ سَردٌ مُحْكمٌ، مُوجزٌ، مُنسجمٌ إلـىٰ حَدٍّ ما، ذُو شَخصيَّةٍ رَئيسَةٍ، مَعَ وَصفٍ قَصيرٍ عَنهَـــا، اِحتلتْ مَساحةً مُهمَّةً في نَصٍّ شاعِرِيٍّ يَحمِلُ دَفقَةَ مَشاعِرٍ قَويّةٍ، تَهِزُّ وُجدانَ القَارِئ وَ تؤثِّرُ فيهِ، بِجَلسةِ قَراءةٍ واحِدةٍ.
مَبنيٌّ عَلـىٰ شَخصيَّةٍ، تركَتِ اِنطباعًا كَبيرًا، مُوجَّهًا إلـىٰ القُرَّاءِ دُونَ اِستثناءٍ.
 وَ هو فَنٌّ أدبيٌّ يَقومُ علـىٰ أحداثٍ تَدورُ بينَ شَخصيَّاتٍ أو شَخصٍ معَ ذاتِهِ، تَتَأزَّمُ هٰذهِ الأحداثُ في نُقطَةٍ مُعيَّنةٍ لِتصلَ إلـىٰ الذَّروَةِ، بعدَهَـــا تَبدأُ تَتَحَلْحَلُ وَ تَتفكّكُ العِقدَةُ في نَهايةٍ مُفجَأةٍ!

أوَلًا:- العُــــنوَانُ
    مِفتاحٌ لِلدخُولِ إلـىٰ عَتبةِ مَتْنِ النَّصِّ وَ يَجعلهُ مَشحُونًا مُنذُ الوَهلةِ الأولـىٰ بالشَدِّ وَ الجَّذبِ، لِعرضِ طَرفٍ وَاحِدٍ أو أكثرَ وَ باسلُوبٍ اِسْتفزازيٍّ. وَ هوَ الوَجهُ الإعلاميُّ لأيِّ نصٍّ أدَبيٍّ.. 
   وَ عنوانُ نَصِّنَا المَعرُوضِ لِلقراءَةِ هوَ:- " هَلَّا سَألتَ المَاضي "
     الإستاذُ (سعيدُ الشَّابي) اِستعمَلَ
ــ كَمَا أسلَفْنَا آنِفًـــا ــ أداةَ التَّحضيضِ 
وَ الحَثِّ في اللَّومِ وَ التَّوبيخِ عَلـىٰ تَركِ فِعْلٍ حدث في المــــاضي، رَغبَةً في تَـحقيقِ هَـدفٍ، وَ اَستعمالِ أمـرٍ مُعينٍ لِتفاعلِ الأحداثِ بُغيَةَ تَسريعِ أَو تَنشيطِ ذٰلكَ التَّفاعلِ دُونَ تَغييرِ مجرَيــــاتِ النَّصِّ، كَحديثٍ أو حِكايةٍ، شِعريَّــةٍ أو نَثريَّــة تَستمِــدُّ عَنــاصرَ وَجُودِهَــا مِنَ الخَيالِ أو الواقعِ.. أو مِنْ كِليهُمَــا! 

ثانيًا:- الصُّورُ البَلاغيَّةُ
      نَلحَظُ أُسلــوبَ النَّصِّ كَثَّفَ صُــورًا بلاغيَّــةً، أسهَمَــتْ في إثرَاءِهِ وَ إبرَازِهِ لِلمتلَقِّي وَ هو يَتأملُ رَمزيةً وَ إيحاءَاتٍ تَمرُّ أمامَهُ في سَردِ نَصٍّ شاعريٍّ، يَحملُ بينَ طيَّاتهِ ألَمًـــا نَفسيًّــا عَميقًـــا. هٰذهِ الرَّمزيَّةُ كَشفتْها صُورًا بلاغيَّةً، وَضَّحَتْ رُؤيةَ الكاتبِ في قضايَا الوُجودِ، وَ بَيَّنتْ صراعًا داخليًّا لَدىٰ الإنسانِ.
مِنْ أبرزِ تلكَ الصُّورُ:-
التَّشبيهُ، الإستَعارةُ، الكِنايَةُ.
١) التَّشبيهُ هو عَقدُ مُقارنَةٍ بينَ طَرفينِ يَشتركانِ في صفَةٍ واحدَةٍ، وَ لا بُدَّ منْ ذِكرِ الطَّرفينِ.
     ( تِلكَ مـَشاعِرُكَ
      بَلْ أَنْفَــاسُكَ تَحترِقُ )* النص
تَشبيهُ المَشاعِرِ بالحَطبِ في حالةِ الإحتراقِ، مِمَّا يدلُّ علـىٰ عَظمَةِ الألَمِ الَّذي يُكابِدهُ الكاتِبُ.
   (شَهدًا فيهِ لِلعَاشِقينَ بَلْسَمٌ)* النص
تَشبيهُ رِضاعَةِ سِرِّ الحَياةِْ من أثداءِ الأُمِّ، بالرّحيقِ منْ أَزاهيرِ الحُقولِ وَ يَتحوَّلُ إلـىٖ عَسلٍ مُصفَّىٰ { فيهِ شفَاءٌ للنَّاسِ} 
وَ دواءٌ لِكُلِّ دَاءٍ.
٢) الإستعارةُ تَشبيهٌ أيضًا لٰكنْ حُذِفَ أحدُ طَرفي التَّشبيهِ.
    (غَيرَ شَظَايَــا أَشبَاحٍ)* النص
اِستعارةٌ تُبيِّنُ أنَّ رُفاتَ الرّجلِ المَيْتِ، تَتناثرُ عظامُهُ كَشظايَا أشباحٍ لا وجُودَ لَهَـــا.
       ( أَعاصِيرَ الزَّمَنِ )" النص
اِستعارَةٌ لِريشةِ فَنانٍ تَرسمُ أشكالًا مِثلمَا تَفعلُ عَــوَادِي الدَّهْرِ، وَ هي تَحفــــرُ الشُّقوقَ وَ الأخاديدَ علـىٰ أَديمِ الأرضَ!
    ( يَومَ أَرَاقَـــكَ قُبـُـــلاتٍ)* النص
اِستعارَةُ صَبِّ الماءِ علـىٰ شِفاهٍ ظَمأَىٰ، بالقُبلاتِ الحَرَّىٰ بينَ العَاشِقينَ!
٣) الكنَايَةُ لَفظٌ أُريدَ بِهِ غَيرُ مَعناهُ الَّذي وُضِعَ لَهُ.
   ( تـُصارِعُ اليَقينَ بِأَعْـمَاقِي)* النص
كِنايةٌ عنِ القَلقِ وَ عَدمِ الإستقرارِ في نفسِ الكاتبِ.
    ( وَ أَسْـرَىٰ بِهَا الظَّــــلامُ )* النص
كِنايةٌ عنْ ماضٍ وَلَّـىٰ، وَ لا يُعرفُ عنهُ شَيءٌ، وَ لمْ يَتركْ أَثرًا.

ثالثًا:- الأساليبُ الإنشائيَّةُ
       ثَمَّةَ أساليبُ إنشائيَّةٌ اِستعملَهــــا الكاتبُ لإضفاءِ الحَيويَّةِ لِلنَّصِّ، مـعَ طابِعِ التَّنوُّعِ في حِبكَتِهِ وَ إنتقالَاتِهِ، مِنها:- الخَبرُ، الإستفهامُ، التَّمنِّي،
وَ إظهارُ الأَلمِ بِالنِّداءِ.
          * الخَــــبرُ
    (أَوهَـامٌ، ظُـــنُونٌ،
    وَ بـَـــقايَا شَــــكٍّ
    تـُصارِعُ اليَقينَ بِأَعْـمَاقِي)* النص
    (قَالَتْ.. تِلكَ مـَشاعِرُكَ
     بَلْ أَنْفَــاسُكَ تَحترِقُ)* النص
       * الإستفهامُ وَ التَّحضيضُ
أسلوبُ طَـلبٍ فيهِ حَـثٌّ...
     (هَلَّا سَأَلْتَ المَاضِي )* النص
وَ هوَ العُنوانُ الَّذي تَدورُ حَولهُ كُلُّ المَواقفِ في النَّصِّ.
           * التَّمنِّي
يُطلَبُ فيهِ تَحَقُّقُ أَمرٍ مُستحيلِ الوُقُوعِ.      
          (عَلَّنِي أَعثــَرُ بَينَهَـــا 
          عَنْ بـَـــــقايَــا رَجُلٍ!)* النص
        * النِّداءُ
    (يَا وَيْلَتَــاه.. مَاذَا أَقُـــولُ..)* النص
مُحاولَةٌ لإظهارِ الأَلمِ وَ التَّوجُّعِ.

رابعًا:- القَفلَةُ أو الخَاتمَةُ
     القَفلَةُ هيَ إغلاقُ النَّصَّ وَ حَصرُهُ بِنهايَةٍ.. وَ هي آخرُ مَا يَبقَىٰ في الأسماعِ، اِجتَهدَ الكاتبُ رَشاقتِهَـــا، وَ نُضجِهَـا، وَ جَزالتِهَا، أَنْشَأَ بِها نَصَّهُ، سَواءٌ كانَ سَرديًّا أو شاعريًّا، اِستَنطقَ المَكانَ وَالزَّمانَ وَ تَجلِّياتِهِما شُعوريًّا، وَ دلالةَ إنتماءٍ وَإحساسٍ بِالحَيــاةِ.. وَ ظُرُوفِهَــا.
    وَ تُعَدُّ القَفلةُ (جِسرُ العُبُورِ بينَ الكاتبِ وَ المُتلقِّي)، وَ هيَ ضَربَـــة 
خِتامٍ تَفتَحُ آفاقَ الخَيالِ علـىٰ رُؤيَةِ المُستقبَلِ.
      (فَــلَا بَقِيَتْ.. وَ لا بَقَيْتُ
       وَ اَنْتَهتْ قِصَّــتِي!)* النص
     هٰذهِ النَّهايَةُ هيَ أحدُ العَواملِ المُؤثِّرَةِ في جَودةِ النَّصِّ تَأثيرًا مَباشِرًا، لإنَّ الكاتِبَ عَرَضَ فيهَا حَلًّا لِمُشكلَةٍ/عُقدَةٍ اِفتَرضَهَـا في النَّصِّ.

           أَخـِـــــــــيرًا
    هٰكذَا تَراءَىٰ لي النَّصُّ، وَ قَرَأتُهُ بِهٰذا الشَّكلِ وَ المَضمُونِ، أَرجُو مَنْ يَجِدُ ثَمَّةَ فائدَةً أو مَعلومَةً، يُطوُّرُ بِها قَرَاءَتي المُتواضعَةَ، بِشَكلٍ خاصٍّ، وَ يُقَوُّمُ الٕابدَاعَ في المَجالِ الأَدبيِّ.. بِشَكلٍ عامٍّ!
بُغيةَ تَنميَةِ ذَوقِ المُتلقِّي وَ تَحفيزِهِ لأنْ يُتابعَ بِشغَفٍ وَ بِدِرايَةٍ لِمَا يَنتجُهُ الأُدبَاءُ وَ يَنشرُونَهُ..
    كُلُّ التّقديرِ وَ الإحترَامِ للإستاذ
(سعيدِ الشَّابي/تونس)، وَ نَغْبطُهُ عَلـىٰ إبداعَاتِهِ وَ حِرصِهِ علـىٰ تَقديمِ أَفكارَهُ 
      بِإطارٍ وَ إسلوبٍ بَديعٍ حَقًّا.. 
يَدعُونَـا أَنْ نَثْني عَليهِ جَزيلَ الثَّناءِ...
        مَــعَ أَطيَبِ التَحيَّاتِ.
      (صاحِب ساچِت/العِراقُ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

يا غفوة ليلة بقلم ابو خيري العبادي

بقلمي...... يا غفوة ليلة في رجفة الجسد ويا وحدتي عند السكون في مسكني جلست بقربي تكلمني كلمات قالت أتسمعني قلت بلا اني أسمعك قالت ستشفى من كل...