........................................
أَتى الخَريفُ وَئِيدَ الخَطوِ بِالنِّعَمِ ...
يَمشي الهُوَينا بِغَيثٍ صَيِّبِ الكَرَمِ
مِن بَعدِ شُحِّ السَّما وَ الأَرضُ تَرقُبُهُ ...
مِن بَعدِ حَرٍّ وَ صَيفٍ شاعِلِ الحِمَمِ
وَ النّاسُ في عَطَشٍ جَفَّت مَنابِعُهُم ...
وَ استَفحَلَ القَحطُ يَسقي الماءَ مِن عَدَمِ
وَ الأَرضُ بَعدَ اخضِرارٍ سابِقٍ يَبُسَت ...
وَ لَم تَعُد خُضرَةٌ في السَّهلِ وَ الأَكَمِ
وَ العُشبُ في نُدرَةٍ وَ الزَّرعُ في يَبَسٍ ...
وَ العَينُ تَنعى جَفافَ الضَّرعِ وَ الأَجَمِ
وَ الشُّحُّ مَسَّ المَواشي بِالغَلا عَلَفًا ...
مَسَّ التِّجارَةَ مَسَّ الذِّئبِ لِلغَنَمِ
فَكُلُّ شَيءٍ بِماءِ المُزنِ يَحيَ، وَ ما ...
ءُ المُزنِ يُحيِينا بِاللهِ ذي النِّعَمِ
..........
عادَ الخَريفُ إِلَينا حامِلًا سُحُبًا ...
كَسابِقِ العَهدِ خَيراتٍ مِنَ الرُّكَمِ
يَروي العُطاشَ وَ يَمحو كُلَّ نائِبَةٍ ...
يَشفي النُّفوسَ مِنَ الأَوجاعِ وَ السَّقَمِ
فَتُنبِتُ الأَرضُ أَعشابًا وَ تَخرُجُ أَز ...
هارٌ وَ وَردٌ يَفوحُ العِطرَ بِالدِّيَمِ
تُرضي المَراعي مَواشِيها بِوَفرَتِها ...
وَ الغِيبُ تَرضى وَ تُرضي لَبْوَةَ الرُّزَمِ
يُعيدُ فِيها اخضِرارًا بَعدَ صُفرَتِها ...
يُعيدُ فِيها حَياةَ النّاسِ وَ النَّعَمِ
سَبعًا مِنَ السُّنبُلاتِ الخَضرَواتِ وَ سَبـ ...
عًا يابِساتٍ رَأَتها العَينُ في الحُلُمِ
رَأَت خُضارًا يُغَطِّي یابِسًا بِرِدا ...
ءِ سُنبُلاتٍ شَرِبنَ الماءَ بِالرُّكَمِ
..........
هَذا الخَرِيفُ وَ قَد جاءَ المُنى مَعَهُ ...
لِلحَرثِ وَ النَّسلِ فَصلٌ زانَ بِالشِّيَمِ
بِالخَيرِ وَ البَرَكاتِ الهاطِلاتِ مِنَ السـ ...
سَماءِ لِلأَرضِ تَسقي كُلَّ ذي أَلَمِ
بَذرٌ وَ حَرثٌ بِمِحراثٍ يُقَلِّبُ أَر ...
ضَ الحَقلِ ثَورانِ وَ الفَلّاحُ بِالهِمَمِ
أَشجارُهُ يَبُسَت أَوراقُها وَ تَسا ...
قَطَت لِتَنمو مَثِيلاتٌ بِلا نَدَمِ
بَعدَ اخضِرارٍ اصفِرارٌ قَد أَتى وَرَقًا ...
أَو بُرتُقالِيُّ أَو بُنِّيُّ أَو كَدَمِ
وَ الجَوُّ لَطِيفٌ مُنعِشٌ وَ تُها ...
جِرُ الطُّيورُ لِدِفءٍ زائِدِ الكَرَمِ
يُبنى عَلَيهِ حَصادُ الصَّيفِ ناتِجُهُ ...
حَسبَ التَّساقُطِ بِالأَوراقِ وَ القَلَمِ
........................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق