مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 25 أغسطس 2024

ابتسم بقلم محمد ابو ياسين

 إبتسمّ ...

هيا إبتسمْ ..

و لو في عينيك ألف دمعَهْ

لا تجعلها تغيب تلك اللمعَهْ

تتساقط الأهوال من نظرَهْ

تتهاوى حصون الحزن من بسمَةٍ

تتأرجح أساطيل الوهمْ

تغرقها أمواج بحرك في لحظةٍ

ما أيسر أن تكون قويًّا

يهابك أباطرة الخذلانْ

تجبرهم على الركوع بضربةٍ

لا تفتح الأبواب الخلفيهْ

إجعل سَنَا ضِحْكَتِكَ مطيهْ

لا تصحب الفاشلينْ

أهل المكر و الخديعة و الرزيهْ

حَلِّقْ كجَوَارِحِ الطَّيْرِ

كن جَسُورًا خَفِيفَ السَّيْرْ

لا تقنع بالمشي في البَرِّيَّهْ

هناك من يُرِيدُكَ مَكْسُورًا 

و هناك من يُريدُكَ أن تبقى مَقْبورًا

و نَفْسُكَ الأََبِيَّةُ لا ترضَى 

إِلاَّ  أَنْ تكون كَوْكَبًا دُرِّيًا 

لِتَعلَمْ يا صديقِي 

أنَّ الحياةَ لا تَحْفَلُ أبدًا 

إلاَّ بِمَنْ كان كالجَبَلِ صامدًا و قَوِيًّا

هيا إبتسم .. 

لأجلكَ ... لنفسكَ .. لذاتكَ

لا يهمُّكَ رأي العابرينْ

إِنَّ أمْرَ العابرينَ كانَ فَرِيَّا 

كم يتلذَّذُونَ بِهَزِيمةِ العظماءِ 

يشتاقون لمشاهدتِكَ جريحًا 

يتهافتون لرؤيتك ضحِيًّهْ

كلا لم يعد في لعمر بَقِيَّهْ

 ستكون إبتسامتك سلاحْ

كالسيف البتَّارِ

 على عنقِ النطيحة و الرَّدِيَّة 

و ما أكل السَّبّعُ ستُثْخِنُها الجِرَاحْ

أتركها و  لا تلتفتْ 

 نظرتك إليها تفضُّلا و مَزيَّة

لا تلتفتْ ...و أبتسِمْ

لا يأبه النِّسرُ و الأسدُ

بِجِيَفِ البراري المنسيَّهْ

فلِتِلْكَ خُلقَتِ الضِّباعُ

سَيِّئَةُ الطِّباعِ و العَنْجَهيَّهْ

هيا إبتسمْ...

ثم إبتسمْ .. و أرفع راية النصرْ 

لا يرضى الصادقون مثلك دون القصرْ 

بإتسامتك أنتَ الأميرْ 

إِجعلْ من  ضِيائَكَ عطرًا

يتبعه من أراد العُلاَ

و على خُطاكَ يَسيرْ

✍️ محمد آبو ياسين / تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق